الأحد، 13 ديسمبر 2009

Ahmad Nabeel Goes To Turkey

أيها المدونون أينما كنتم السلام عليكم
استغليت عطلة عيد الاضحى (اللي دائما ما تسبق الامتحانات و نقعد فيها ندرس !) و شلت "قشي" و سافرت تركيا

بصراحة تركيا فاقت توقعاتي ما توقعتها بهالجمال
i strongly recommmend it

!
قعدنا خمسة أيام :

اليوم الأول :

رحنا أحلى مكان بتركيا كلها و هو متحف "طوبقابي"
اللي يروح تركيا و ما يزور المتحف كأنه ما راح تركيا !
أحلى الشغلات اللي شفته بالمتحف كان جزء من شعر لحية الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم و ختمه و طبعة قدمه ، و سيف الامام علي بن ابي طالب (بس مو ذوالفقار!) و سيف جعفر الطيار و عصا النبي موسى (ع) و عمامة النبي يوسف (ع) ، و جزء من ذراع النبي يحي (ع) .
طبعا بعد زيارتي للمتحف اكتشفت ان سلاطينهم أيام أول كانوا ما يتغشمرون أقل شي عندهم الياقوت و الفيروز و الذهب و بكل مكان تلقاه على عروشهم و عصيهم و غرفهم و تيجانهم ... عقدوني !
بس في مشكلة وحده بالسالفة .. ؟
ما يخلوننا نصور هالشغلات !
المتحف قريب من فندقنا فرحنا مشي و بالطريج طبعا كله حدايق و الجو روعة




و عربانات الذرة و الكستنه ... اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله !












و هذي بعض الصور "المهربة" من المتحف و اللي ما زفونا لمن صورناها كلش !


غرفة السلطان ... السرير فيه شبه من سريري P:




سيف للنبي داوود (ع)


-مع الأسف ما قدرت اصور الشغلات الثانية الاهم :(

اليوم الثاني :

رحنا الشارع الرئيسي مالهم (تقسيم)

لا تطوفكم الشاورما و الحلويات عندهم

خصوصا حلو يسمونه (حلقوم) نفس الجلي و داخله جوز هند و مكسرات و القهوة التركية اكيييد




طبعا انا ما اشرب قهوة وايد و بس شربت قهوتهم (المو مركزة) ما قدرت انام طول الليل !

اليوم الثالث :
جولة في مضيق البوسفور



























اليوم الرابع :

كنا رايحين شارع من أشهر شوارع تركيا اسمه "بغداد جادة سي" و اذا بنا نصادف ....



و طبعا اللي شاف مسلسل لميس و يحي راح يعرفه احنا نتحجى عن منو ،
كانت تمشي بالشارع و محد معبرها بدون مبالغة !
و صدناها و اهيا داشة المحل


اليوم الخامس و الأخير :
رحنا قصر أتاتورك اللي فيه الجيش اللي ما يتحركون من مكانهم (مثل اللي بلندن) بس لا تشوفون اشكالهم و الله يخرعون !




بالطريج نحو المدخل




هني لمن قالنا الحارس انه القصر مصكرينه !



:"(






و هذي بعض الصور المتفرقة ....






































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تَفَرُّج همٍّ، واكتساب مــعيشة

وعلم، وآداب، وصحبة ماجد

الامام علي بن ابي طالب (ع)

اذا أردت أن تعرف أخلاق شخص فاستشره أو رافقه في السفر

توفيق الحكيم

قصر النظر من عدم السفر

كارلو غولدوني

من لم ير الا بلده يكن قد قرأ الصفحة الاولى فقط من كتاب الكون

فوجريه دو مونبرون

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

موعد بعد الغروب


رجل من خلفه الشمس

الى محطة القطارات يسير
أمامه ابتسامة خجولة قدمها للجميع
من خلفه الشمس بدأت بالمغيب ... تنظر اليه بشوق
فهي لا تستطيع ان تقترب اكثر لانها ستحرقه و نيران الشوق في قلبها تأكلها فلا تستطيع التوقف عن التفكير به
كل ما تستطيع ان تقدمه هو الدفء كما تقدمه للجميع
فكل ما حولنا من خلائق كالشمس مرتبط بهذا الانسان يتألم لألمه و يفرح لفرحه
لكن بشرط واحد
أن يكون الانسان انسانا
فكلمة انسان تحمل معاني بعمق محيط او اكبر
عندما يتمنى الانسان لأخيه الخير أيا كان أسودا أو أبيض
عندما يضحي من أجل سعادة غيره
عندما يتحمل أذية البشر و يكتم هذا الألم
عندما يذرف دمعة على كائن حي يتعذب
عندها يكون الانسان انسانا
عندها يصبح هو و الكون كيانا متصلا لا ترى حدودا فاصلة بينهم
هو كان انسانا
فقد وطنه بالحرب الطاحنة التي لا تزال تنخر ما تبقى من ذكرياته
و أتى مهاجرا الى هذه البلاد
بلا هوية ... بلا ماضي ... و لا مستقبل
لم يعرف أباه أو أمه ، كان "مقطوع من شجرة" كما يقال
لا يعرف هل هو يتيم أو تركه أهله
هل بكوا عندما تركوه ؟
أم أن أحدا لم يبال ؟
أين هم الآن يا ترى ؟
في الجنة أم في نار هذه الدنيا ؟
ربما أضاعوه و لا يزالون يبحثون عنه
راح ينظر للقمر متأملا
يكلمه ! ليتك كنت تعلم كم أنت جميل أيها القمر
يا ترى لو سمعت كلام أهل الشعر فيك و هم يتغزلون بكلام كأنه من عالم آخر هل كان سيصيبك الغرور ؟!
لا تقلق أيها القمر فأنا أعرفك جيدا أنت لست من النوع الذي يصيبه الغرور لأنه وهب جمالا
يبتسم و هو يمازح القمر : لو كنت فتاة لتزوجتك !


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


موعد في المحطة
كانت تنتظر القطار
و لم تكن تدري انها كانت تنتظره !
أصابها مرض عندما كانت صغيرة فأفقدها نعمة النطق
و لا تدري كم هي محظوظة لأنها ليست كباقي البشر ليس لديها أشواك الكلام تلسع بها القلوب
وصل الى المحطة ، رآها جالسة وحيدة ... كما لو أن قصيدة شعر صارت تتردد في الأجواء مع موسيقى رائعة ...أحس أن أوراق الشجر صارت وردية ... أحس كما لو أن القمر فعلا صار فتاة ...
عندما رآها تحول قلبه الى طير أبيض و طار من عنده نحوها ، حط على يدها بأريحية عجيبة كأنه كان يعرفها من دهر
تجمعت النجوم تطل كفتيات صغيرات من نافذة السماء ينظرن اليهما بشغف تلمع عيون كل نجمة مترقبة كلمة من أي منهما للآخر
سألها عن القطار ، فخافت ، كيف سترد ؟ و هي لا تنطق
تزايدت نبضات قلبها بانت على وجهها معالم الاحراج من الموقف ، بعيونها الخائفة أشارت الى لوحة المواعيد
تبسم كما تعود ، فسألها : هل أعرفك من قبل ؟
أخرجت دفترها من الحقيبة ، يكاد قلمها المرتجف يحمر خجلا كتبت : كنت سأسألك نفس السؤال ؟!
لم تتأثر صورتها في عينه لأنها لم تكن قادرة على النطق
لأنه روحه ليست من هذا الزمان
ابتسم و أخذ منها القلم برقة و كتب على الدفتر: كنت أعرف أننا سنلتقي يوما ...
ابتسمت
في هذه اللحظة نسوا كل شيء ... كل لحظة صعبة مرت
و راحوا يتذكرون أعمالهم المنيرة
أحسوا أن الله سبحانه كافأهم على أعمال الخير التي فعلوها من قبل
وصل قطارهم ... بعد انتظار دام سنين
ركبوا القطار
منطلقين في عروق الدنيا المتشعبة غير عارفين اين ستكون المحطة التالية
حينها أحس كل واحد منهم أنه وجد طعم السكر المفقود من سنين حياته التي مرت
كان يعمل من أول النهار حتى غروب الشمس
هكذا اخبرته يده الخشنة المتصلبة من العمل و الكد ، هي عرفت ذلك عندما لامست يداه يدها
لكنها أيضا رأت بوضوح أن تلك اليدين الخشنتين أغصان تفرعت من قلب أنعم من الحرير صيرت نيران هذه الدنيا بردا و سلاما
في عينها الخضراء تذكر مروج الوطن قبل أن تحرقها الحرب
في قلبها وجد وطنه المفقود
طفولته الضائعة
الأب و الأم اللذان لم يعرفهما
و هي كانت أيضا تعمل بلا استسلام ، تحت أعين جارحة و "نظرات النقص" من الغير
حسب قوانين الحياة فان ما جمعهم كان البؤس و التعاسة
لكن ما جمعهم في الحقيقة كان الابتسامة في عمق العاصفة
ضحكوا على مآسيهم في الزمن الذي كان يبكي فيه الجميع من مآسيه
في كلامه و ابتسامته استطاعت أن تنطق بلا كلمات !
أخيرا أحد يشاركها الكتابة في دفتر كلماتها
شيء نادر ان تجد مثل ما كان بينهم
حب لا يقوم على زخرف من زخارف الدنيا المتشعبة
فعيونهم لا ترى الشكل و اللون و العرق و المال
فتلك العيون ليست كعيوننا ... نحن البشر !
فهي لا ترى في ناطحات السحاب و المباني الزجاجية و الأضواء اللامعة انجازا عظيما للبشرية
انما الانجاز الاعلى من ناطحات السحاب في نظرها مسحة على رأس يتيم لم يلتفت له أحد
صدقة تقدم على استحياء و ابتسامة في وجه انسان بائس
تلك العيون غابت حقيقتها عن بقية البشر بأنها عيون الملائكة .
حبهم كان الحب الذي دار حوله الكون بكل مجراته و شموسه و كواكبه
فيه يكون الانسان بحق انسانا بكل معاني الكلمة الرائعة
حب كطفل نقي
ولد من نظرة سابرة لأغوار الروح لتغوص في أعمق الأعماق و ترى نور الروح في ما وراء وراء عوالم مكنونة في هذا الجسد
كانوا يسيرون مع بعضهم على البحر أمامهم ابتسامة خجولة قدموها للجميع
و من خلفهم الشمس لكن هذه المرة كانت تشرق




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه "
الامام علي (ع)

" الايمان صبر في البلاء و شكر في الرخاء"
الامام علي (ع)

" ان ايمانا صادقا في صدور الساذجين لخير من التدين المنحط في معابد المتدنين "
أمي الريحاني

" ان أسمى الألقاب و أقدسها طرا هو لقب الانسان"
رزكوفسكي


"لا يمكن لأي انسان أن يصبح عالما بمعنى الكلمة من غير أن يصير قبل ذلك انسانا بمعنى الكلمة "
نوفالس


" في العتمة ما أجمل الانسان أن يؤمن بالنور "
ادمون روستان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل عام و المدونون بخير :)

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

المطر لا يحي القلوب بعد موتها


الهروب ...
مضت ساعة على انتصاف الليل
الشوارع مهجورة
كنت في السيارة هاربا
الى أين ؟ لا ادري !
الى مكان بعيد
أبعد ما أكون فيه عن هذا العالم و هؤلاء الناس
ربما الجأ للبحر
تفاجأت فلأول مرة أرى فيها البحر بهذا السواد
هائجا كان يزداد سواده كلما اقتربت أكثر
غيرت وجهتي
حاولت الهروب من عالم حتى البحر فيه اصبح لا يريد ان يسمع أنين انسان
اختفى البحر شيئا فشيئا
بدأت أضواء المدينة تموت
لتظهر الصحراء
فضاء واسع من الصمت و غناء الرياح الذي لم أسمعه من قبل
أصوات الناس ضحكاتهم و كلامهم ، قصصهم و وجوههم
كلها اختفت
قد ألقى الليل ظلالا خافتة على الكثبان الرملية فتكونت وجوه لأشخاص أعرفهم
كان وجهها بينهم
يبتسم أم يبكي ؟
خففت السرعة ، الطريق مظلم
هل يمكن أن يحوي كل هذا الفراغ على جمال ؟
أين هو ؟ هل هو مدفون بين طيات كثبان الرمل ؟
ربما أنا لا أرى الجمال الحقيقي
ربما هو موجود أمامي و لا تراه عيني
هنا تساءلت نفسي :
هل تسرعت عندما اخترتها ؟!
بدأ المطر بالهطول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



عالم المطر
مددت يدي للخارج
حاولت أن أخرج من عالمي الى عالم المطر
حيث يحيا فيه كل شيء ميت عندما يهطل
عالم يغسل فيه المطر كل الأوساخ و الأتربة التي كدستها الأزمنة
ركنت السيارة و نزلت
جلست بين أحضان المطر
على صخرة وسط الصحراء الخاوية
مطر وسط الصحراء ؟
انها معجزة ... و كم أحتاج الآن الى معجزة !
ربما اخفى المطر بكائي لكن رمال الصحراء تعرف الفرق بين قطرات من مطر السماء و قطرات من ألم البشر
هل يحي المطر القلوب بعد موتها ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عندما زالت أقنعتنا
رحت أجمع قطع الصورة المبعثرة
بعد شهر من الزواج طفت على السطح بقايا الماضي
لا أنكر أنني تصنعت دور الرجل المثالي في بداية زواجنا لكن شيئا فشيئا ظهرت طبيعتي
كنت أعلم أنها أيضا كانت تتصنع المثالية
كنت أعلم أن أقنعتنا لا بد أن تزول في يوم
تحت قناعي كان يقبع انسان لديه بعض العيوب
أما هي فكانت تخفي الكثير
عندما سألتني في بداية زواجنا عن تجاربي في الحب ما قبل الزواج أخبرتها بالحقيقة
أخبرتها أنني أحببت مرة قبل زمن طويل
أخبرتها أنني أكتشفت أنه كان حبا من طرف واحد
كانت هذه أبعد مسافة أصل فيها في بلاد العشق
فضحكت و ضحكت أنا و لم أستطع أن أرى جانبا مخفيا من ضحكتها كان وراء الظل
الآن أصبحت الصورة واضحة
صرت أرى في عيونها كيف تقارنني بعشاقها القدامى
أسمع قلبها يحن لكلماتهم
لمزاحهم معها و ضحكاتهم
دائما ما كنت أضحك على أصحابي عندما يقولون أنهم دخلوا القفص الذهبي
او سجن الزواج كما سماه أحدهم
لكنني لم أكن أدري ان الزواج عند البعض سجن حقيقي
ربما هي اكتشفت بعد مضي بعض الوقت أن الزواج سجنها
ففي الماضي كانت تستطيع أن تجرب الحب فان ملت اخذت استراحة !
حب حسب الطلب متى ما أرادت
أما الآن فهي عالقة في متاهة رجل واحد
لا تدري هل تخرج منها على قيد الحياة أو بعد مماتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مرض القلب
تمنيت لو كنت أنا أول انسان في حياتها
كان سيكون حبا قويا يصمد الى الأبد
فكرت في الدواء أهو الطلاق ؟ أو التمسك بالأمل ؟
ربما يستطيع الحب فعل المعجزة ، فهل أنتظر ؟
ربما الحب كهذا المطر يغسل الأرواح ليرجعها صافية نقية
يطهره من شوائب الماضي و أوساخه
الطلاق ؟ و عيون الناس التي لا ترحم ؟
ماذا سأخبرهم ان سألوني ؟
بأنني لم أكن كعشاقها القدامى ؟ خبيرا في فنون النساء ؟
بأنني لست خبيرا في الحب ؟
في الطب لتعالج مرض القلب أمامك خيارين اما الأدوية و مسكنات الألم و اما الجراحة و نزف الدم
راجع الى البيت
في الطريق رن هاتفي ... كانت تتصل
سألتني : أين أنت ؟ لم تأخرت ؟
"أنا في السيارة
ساعة و أصل" ... ساعة و ينتهي كل شيء !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بكاء سارة
جلست معها :
وضعت سارة يدها على قلبها خوفا
عرفت ان مكروها يلوح بالافق فهي لاحظت تغيري في الفترة الاخيرة
سارة لا استطيع ان اكمل ، لن ينجح هذا الزواج
بكت سارة ، كأي فتاة حلمت بالزواج يوما من فارس الأحلام كما في قصص الخيال
كانت تعرف كل شيء عن اسبابي
حاولت رأب صدوع في مركب زواجنا الذي أثقلته مياه الماضي السوداء في ليلة عاصفة
عينها الباكية تنظر الى عيني: لا تقل لا نستطيع بل نستطيع، انا اخطأت كثيرا في الماضي و الآن تبت الى ربي ، انت اخبرتني يوما ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، انت اخبرتني ان الحب يصنع المعجزات
امسك يدي لا تفقد الأمل أعرف أنني لم أكن زوجة مثالية لكنني سأتغير من أجلك ... من أجل حبك
لننس ما كان في الماضي و لنبني هذا البيت من جديد بالحب ، أرجوك لا تفقد الأمل ، ما كان في الماضي لم يكن حبا ، طيش المراهقة لا أكثر.
ضمتني و بكت
نظرت الي، قالت: أنت لست كالبقية انت اول حب حقيقي في حياتي ... صدقني
قالتها بصدق ... لكن بعد فوات الأوان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم لا نقدر الشيء حتى نفقده ؟
بعد سنة من المشي بين الناس و رأسي للأسفل سمعت أنها تزوجت من جديد
عندما سمعت الخبر تحسرت عليها
أحسست أنه كان بالامكان انقاذ بيتنا الهاوي
احسست انه كان بامكاننا ان نعيش سعيدين في ظل الحب
قسوت عليها ، كان يجب أن أمنحها فرصة
رحت أتذكر كلامها
"انت لست كالبقية ... انت اول حب حقيقي في حياتي "
كانت صادقة في كلامها لكن روحي باتت مرهقة معذبة
أصوات عشاقها القدامى تطاردني نظراتهم كلماتهم
و قلبي لا يستطيع ان يتحمل ان يشارك حبا مع رجال آخرين
في داخلي عرفت انني ظلمتها و ان عالم آخر منها كان موجودا لم أبصره
هل تراها الآن سعيدة ؟
يا ترى أأجبرت على الزواج لأنها أصبحت مطلقة ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عودة ... الى الصحراء
كنت دائما أفكر لم حدث لي ما حدث
هل كنت أنا المخطيء في الموضوع ؟
أم أنه حظي العاثر ؟
مرت سنة من أصعب سنين العمر ... سنة من المشي منحني الرأس ، سنة مرت على "رجل فشل في زواجه"
و شاءت الأقدار أن يشرق الفجر بعد سنة من الظلام الحالك
كنت في نفس السيارة ذاهبا الى مكاني القديم ، الى الصحراء ... هذه المرة حب حياتي كان معي !
الفتاة التي احببتها قبل زيجتي الفاشلة
الزمن خلق الحب بيننا من جديد
التقيت بها "صدفة" و اكتشفت انها تعمل في نفس المبنى الذي اعمل فيه
طوال هذا الوقت كانت قريبة مني لكن أقدارنا لم تشأ ان نلتقى من قبل
كم هي واسعة هذه الدنيا لكن ان شاء القدر تغدو أصغر من ما نتخيل
كانت هي الحب الذي لم اتمسك به قبل زواجي
كانت معي في السيارة نفسها حيث بدأ كل شيء
لم تفهم لم أريد الذهاب الى الصحراء
ها هنا حيث اتخذت قرارا لولاه لما تواجدت الآن معها
رأيت وجه زوجتي الأولى على الكثبان الرملية
كانت تبدو سعيدة
كل سار في دربه و دروب البشر فيها الشوك و الورد
و لولا الشوك لما قدرنا جمال الورد



النهاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة ، و صبر على الطاعة ، و صبر على المعصية "
النبي محمد (ص)
" لا يعدم الصبور الظفر ان طال به الزمان "
الامام علي (ع)
" لا شيء يرفع قدر المرأة كالعفة "
اديسون
"ان حبا امكن يوما ان ينتهي لم يكن في يوم من الايام حبا حقيقيا "
ارسطو

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

عندما كنت اطير !





اللحظات الاولى
شعرت انني لا انتمي الى هذا المكان
احسست بضيق شديد
كأنني سجنت

لكنني لا اعرف ما الذنب الذي اقترفته كي اسجن في هذا الجسد
فروحي من قبل كانت حرة
تطير حيث تشاء

الى أعالي الجبال الخضراء

الى أعمق الوديان

تطوف صحراء خاوية

تسابق نهرا في غابة

خلال اللحظات الاولى لي في هذه الحياة
رأيت الذنوب تنتظرني

تشبه الحبر الأسود ان سقطت نقطة في قلب أحدهم انتشر فيه السواد
تريد أن تأسرني في شباكها المتداخلة
التي أوقعت من حولي


غريبة هذه الحياة


ففي لحظاتي الاولى كنت أبكي
و كانوا أمامي يبتسمون !
كنت اصرخ


فهل كانوا لا يسمعون صراخي ؟


ام ان الصراخ و الالم في هذا العالم سبب للضحك ؟


الا يتذكرون حياتهم السابقة ؟


و من أين أتوا و كيف كانت الحياة قبل الحياة ؟


لم تغير بنوا آدم ؟
فبنوا آدم ليست لديهم أوشام على وجوهم كهؤلاء؟


لم لسان هذا الشخص يحترق ؟!


لم اختفت عيون ذاك الشخص من رأسه ؟!


نعم نعم ... الآن تذكرت !


"ذنوب البشر تنطبع على وجوههم ، على السنتهم ، على اياديهم ، ذنوب البشر لا تمحوها الأيام بل تبقى تنتظر اليوم الذي تتجسد فيه لأصحابها تذكروا هذا لحياتكم الآتية و لا تنسوه كما نسيه من سبقكم الى الدنيا"


هكذا قالوا لنا في الحياة السابقة


ربما هذا يفسر ما يجري من حولي


ففي هذه الحياة تنطبع الذنوب على اجساد البشريين لكن الله سبحانه سترها عن أعين العباد لعلهم يتوبون ...


حملتني يد احدهم

لمحت خطوط الكفين فيها


عجيبة بتعرجاتها
لها بداية و نهاية كحياة البشر


تروي حكايته من حيث لا يشعر


في منتصف التعرجات قصة حب


بسمة تتلوها دمعة


و سرور يتلوه ألم


اما عالمي الذي اتيت منه فقصص الحب كلها تنتهي سعيدة !


رأيت أحدهم يحملني و يبتسم لكنه كان مختلفا عن البقية

كان شعر رأسه و لحيته شديدي البياض وجلده مترهل و ظهره مقوس

سمعتهم يقولون له : مبروك لقد أصبحت جدا للمرة السادسة !

فقال لهم : لقد كبرت في العمر و خارت قواي و ضعف بصري

الآن ارتاح و يأتي دور الجيل الجديد !

اسغربت من أمر البشري

فانما يهرم الجسد و تبقى الروح في زمن الشباب خالدة
ان صورة الذي يقول عن نفسه انه هرم أو شاخ هي صورة انعكاس لروح مستسلمة رفعت الراية البيضاء في وجه جيوش الحياة و تحدياتها التي لا تنتهي

انما يهرم الجسد و تبقى الروح و يبقى الحب (الحقيقي) خالدا لا يتغير بل يسمو و يعلو مع الزمن ...
خرجنا من المكان الذي ولدت فيه

مررنا بالبحر
هذا البحر أليس هو نفسه الحب الذي كنا نغترف منه بأيادينا لنملأ قلوبنا عذوبة ؟
لم أصبح مالحا هكذا ؟
لم صار لا يتكلم ؟!

نظرت الى الاعلى
يا الهي ! انها السماء !
أبوابها ما تزال مفتوحة لكن كيف لي الآن ان اصل اليها
بعد أن كنا نرتفع باجنحتنا ؟


نظرت من النافذة رأيت الاشجار ، ناديتها !


لم تجبني
لم أصبحت جمادا ؟!
ألم تكن هي ذاتها طواسيس السماء ؟
ان فرشت أجنحتها اصطبغ الكون من حولنا
بالاخضر و الازرق و الأحمر
ان هي غنت صمت الكون ليسمع أروع غناء
ما بالها غدت صامتة لا ترد ؟


نظرت من حولي الى الناس بدأت تختفي بصمات الذنوب عليهم

لم اعد ارى بوضوح ما وراء الجسد

لم اعد ارى ما تخفيه تلك الزينة من قبح

القلب الاسود المتقنع بالبسمة

أًصبحت لا أرى الا ما تراه عيني !

شعرت بالخوف
فكيف لي الآن أن أعرف الخير من الشر ؟
بعد أن كنت أرى قلوب البشر بوضوح كما النجوم
قلب يبكي و آخر ميت
قلب يضحك و آخر وحيد

قلب ميت و آخر ينبض بالحياة


في هذا العالم تغيرت اشكال الأشياء... ماعدا شيء واحد ...
قلب امي لا يزال كما هو واضحا أمامي صاف نقي

يشبه في شكله وردة ياسمين

و كنت أنا فيما مضى الطير الذي يرتشف من رحيق حنان تلك الوردة





قبل أن نأتي الى هذا المكان
كانت جميع الخلائق متصلة ببعضها بروح واحده
فان تألمت احدى الخلائق تألمنا جميعا
و ان فرحت احداها فرحنا جميعا
اما الآن فاننا نتألم وحدنا
و قد لا يشعرأحد ...






مر شهر


خطوت اول خطوة و تعثرت


لانني لم استخدم رجلي من قبل فانا في الحياة السابقة كنت اطير !










مرت سنة ...





أصبحت حياتي السابقة مجرد ومضات لصور غير واضحة

بدأت اتعلم لغتهم



مرت سنتان ...






نسيت كل شيء عن الحياة ما قبل الحياة




بعد عشرين سنة...





اقلعت الطائرة
كان هناك شاب في العشرينيات ينظر من نافذة الطائرة

داخل عالم نفسه :


كم هي جميلة هذه الحياة (!)
ما أروع هذا الشجر، هذه النجوم و ذاك البحر (!)


لكن ...
هذا الشجر رغم أنه جامد الا أنني أشعر أنه ينبض بالحياة
هذه النجوم تلمع ... فهل هي تبكي ؟
هذا البحر الأزرق لم يعكس صورنا بصمت ؟
هل يحاول أن يقول شيئا ؟



احس الشاب ان البحر و الشجر و النجوم و الغيوم تعرفه و تشعر به و تحاول ان تكلمه لكنه لا يسمعها



ضحك الشاب من تلك الافكار التي لم يكن يدري من أين أتى بها !
انزل غطاء نافذة الطائرة و تبسم



سأله من بقربه : بم تفكر ؟؟؟



قال : لا شيء مجرد خرافات من نسج خيالي لا أكثر !




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن أنقل لكم حكمة هذه المرة ، لأنني أريد منكم أن تكتبوا حكمة
او مقولة شهيرة تناسب الموضوع :)

السبت، 24 أكتوبر 2009

حتى أنت يا علي ؟


مرت سنوات و أنا على حالي أنزل وحيدا لاشتري العشاء ، كم هي تعيسة الحياة حين لا تجد احدا يشاركك لقمة العيش ، فقدتهم جميعا ... فقدت كل شيء ، خسرت تجارتي في ليلة مجنونة و اتضح لي بعدها ان كل الوجوه التي حولي كانت لا تستطيع تحملي ، و انها صبرت على غروري طويلا طمعا في "اكرامية" من تلك التي كنت اوزعها عليهم !
هذه المرة سأستخدم الدرج بدلا من المصعد كبرت و قلبي ضعيف لن يتحمل الدرج ، كأنني لو استخدمت المصعد سيطول فيني العمر و سأؤخر موتي !
لكن لم يا ترى اريد ان اعيش ؟ هل هناك سبب واحد يدفعني نحو الحياة ؟
سبب يمسك بيدي و ينتشلني من الغرق في دوامة الماضي ؟
كنت افكر في سبب واحد على الاقل لكنني لم استطع حتى ان اخدع نفسي باختلاق سبب واحد !
ضغطت على زر المصعد و انتظرت ، فتح باب المصعد رأيت رجلا يحمل عروسته كانوا ينظرون في عيون بعض ، قبل أن يفتح الباب كانوا في عالم آخر ، الى أن فتح باب المصعد فرأوني ، اصابهم الاحراج و أما أنا فالاحراج كاد يقتلني ، ادرت وجهي و استسلمت للدرجات ، و انا انزل درجة درجة كنت امر على حياتي سنة سنة يوما بعد يوم معها ، كأن باب المصعد عندما فتح انفتح باب في الماضي حيث كنت انا مكان ذاك الرجل
و كانت هي محمولة بين يدي ، حتى هي اكتشفت انها تزوجتني بسبب المال من أجل "الفيلا" و السيارة و اسمي المشهور بين الناس ، حتى هي .
سرت في الشارع ، حتى مدينتي تغيرت بعد أن خسرت ثروتي ، اكتشفت ان هناك عالما آخر غير عالمي المخملي ، في مدينتي لا يرحم عزيز قوم ذل ، لا يرحم من اكتشف انه عاش في سراب طوال حياته ، الآن صرت أعرف كيف ينظر من في الأسفل نحو من في ناطحات السحاب ، كل الناس يبدون تائهين قد ضيعوا الابتسامة عابسين ، ففي مدينتي يعشش البؤس في كل زاوية ، مدينتي الداخل فيها مفقود و الخارج منها مولود !
القادمون من الريف فقدوا نقاءهم بعد ان عاشوا في المدينة ، البعض فقد قلبا احبه في المدينة و لا تزال تراه يهيم بحثا ، المشردون ينتظرون لحظة تنتهي كل آلامهم و هم في داخلهم يعلمون أنها لن تكون الا لحظة الموت !
كأن لمدينتي روح و كيان تنتزع من الناس قلوبهم و سعادتهم و تسلبهم كل ما هو جميل ، في مدينتي المشردون كثر ، صور على الحيطان لمفقودين وضعها أهلهم أملا في العثور عليهم ، و أنا فقدت حياتي في تلك المدينة حتى صرت جثة ميتة لم تغادرها الروح تسير في طرقات المدينة .
في طريق عودتي الى شقتي رأيته هناك في احدى الأزقة، صبي صغير وجهه متسخ من الأتربة و ملابسه رثة حزينة تماما كمدينتي !
ملقى على الارض ضعيف يكاد أن يموت ، حملته و اخذته الى المستشفى مسرعا ، كان صبيا مشردا في هذه الحياة ... كحالتي.
لم يرد علي أو على الطبيب عندما تكلمنا معه ، يبدو أنه أبكم ، اختزن آلاما بعمق بحر و جراحا من أياديهم السوداء و لم يستطع أن يتكلم ، كم يشبهني .
رجعت معه الى شقتي ، أعددت له العشاء ، كان يأكل كانسان لاول مرة يرى فيها الطعام ، رآني لا آكل معه فتوقف عن الاكل و قرب مني الصحن و نظر الي بعينيه الطيبتين وأشار الى الصحن بيده ثم أشار الي "لم لا تأكل؟" نطق قلبه و عجز لسانه ، مر وقت طويل منذ أن ترك أحدهم في قلبي احساسا بأني مهم لكن هذه المرة بصدق ، فقد أخف المديح و الثناء الحقيقة فما كنت أرى الجرف الذي هوى بي نحو الجحيم ، لقد تعلمت في قعر المدينة بعد أن نزلت من الأعلى أن الثروة التي تدوم هي حب الناس ، هذه هي الحقيقة المرة ، مسحت على رأسه و قلت له : أنا أكلت ، كل انت .
دققت في وجهه البريء و رحت أسرح في أحلامي أمام عينيه الواسعتين و شعره المجعد و أنفه الأقنى المستقيم و فمه الصغير و ذقنه الدائري يا ترى كيف سيكون شكله عندما يكبر ؟ أريد أن أعيش حتى أراه يتخرج من الجامعة ، أريد أن أعيش حتى أراه يتزوج و يرزقه الله بأولاد و بنات ينادونني جدي ، قبل ساعات كنت حائرا لا ادري لم اعيش و الآن انبعث هذا الصبي من الموت و أمسك يدي و انتشلني من الموت أنا أيضا ليقدم لي سببا كي أعيش .
راقبته و هو يستسلم للنوم و غطيته ، في تلك الليلة كنت ابكي تارة و تارة افكر هل هذا هو الصبي الذي تمنيته طوال حياتي ليرث اسمي و يصبح خليفتي ؟
لماذا تأخر ، لماذا أتى الآن بعد ان خسرت كل شيء ؟
لكنني تذكرت انني في الحقيقة لم اخسر شيئا لانني لم أكن أصلا املك شيئا !
و ربما كان من الأفضل أن يأتي الآن في وقت فقري لكي لا تغيره الأموال و تعمي عيونه كما غيرتني ، فكل ما كان حولي نفاق و أقنعة زالت ما ان زال سبب وجودها حولي ، و الآن أتى هذا الصبي ليكون الشيء الوحيد الصادق في حياتي ، انقطع حبل أفكاري على صوت فتح باب الغرفة ، دخل ووقف بالقرب مني رآني أبكي فاستغرب ، مسح دمعة سقطت على خدي بثوبه المقطع ، هذا الثوب رغم أنه بال الا أن الصبي استطاع بدفء قلبه أن يجعله أنعم من الحرير ، اراد ان يتكلم فلم يستطع لكن القلب النقي لا يحتاج الى كلمات كي نفهمه ، قلت : لا عليك بني دموع الماضي لا بد منها ، مسحت على رأسه و عندما رآني أتبسم من جديد بانت عليه علامات الارتياح ، قلت : انا بخير لا تخف ، وقف أمام النافذة ، قلت له : غدا سأشتري لك لباسا جديدا و سأسجلك في المدرسة، لم يبال الي ما قلته و سرح أمام النافذة يراقب الشارع الذي أتى منه ، وقفت بالقرب منه ، و نظرت الى عينيه الواسعتين و قد حوت آلاما كبيرة "لم أذرف دمعة رغم كل الأحزان" هكذا فهمت من تعابير وجهه أنه حاول ان يقول.
فمن أين له كل تلك القوة على الصمود ؟
و من أين لصبي صغير أن يكون له قلب كبير كهذا ؟
كنت انا و هو لوحدنا في مواجهة عالم مهول مليء بالقلوب السوداء و بالبؤس و التعاسة، كنا نقف أمام النافذة ننظر الى هذا العالم كعصفورين جريحين في يوم من الأيام اعتدنا أن نطير ، و اليوم أصبحنا في قفص ، لم اعرف اسمه و ماذا اناديه فسألته : بني حبيبي ما اسمك ؟
فكر قليلا لكنه لم يعثر على جواب ، حتى هو كان يبدو عليه انه لا يملك اسما ، قلت له : لا بأس فحتى أنا لا اتذكر اسمي لأنني اكتشفت بعد افلاسي انني لست الشخص الذي أنا أعرفه حينما كنت أنظر في المرآة!
سأسميك "علي" كما كنت احب ان اسم ولدي لو زرقت بواحد ، أشرت اليه بسبابتي و قلت : أنت علي ، و أشرت الى نفسي و قلت : انا فارس ، ابتسم فعرفت أنه فهم ، كان فرحا باسمه الجديد !
كأنه اعطي مع الاسم حياة جديدة و نهاية للتعاسة .
خرجنا في الصباح الباكر ، اليوم سأسجله بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ، كان صبيا موهوبا سريع البديهة حاد النظر مشرق الوجه رغم كل مآسيه ، كنت أسير معه الى تلك المدرسة و كان سعيدا بحياته الجديدة و كنت سعيدا بوجوده في حياتي ، صاح أحدهم بأعلى صوته : محمد ! محمد !
ظهر شاب في منتصف الثلاثينيات ، ضم ابني علي بشدة و بكى بهستيريا ، حاولت ان ابعده عن ابني علي لكن علي كان هو أيضا يضمه و يبكي ، حينها نطق علي : أبي أبي !
ابعدته عنه و صحت في وجه الرجل : ليس محمد بل علي انه علي الا تفهم ان اسمه علي ؟! علي أقول لك علي ألا تفهم ؟!
قال :انه محمد ابني الذي ضاع مني ، مر شهران و نحن لا ننام الليل نقلب كل ركن من اركان المدينة نبحث عنه ، " الحمد لله الحمد لك رب على كرمك " دعا ربه و كان يبكي بحرقة ، هرب علي و اختبأ خلف الرجل و كأنه لم يعد يعرفني !
حتى انت يا علي ؟
نطق علي الا أنه لم يشأ أن ينطق الا مع أبيه الحقيقي لا مع حطام انسان ..
حتى علي ابني الوحيد اكتشفت انه ليس ابني ....
حتى علي ابني الوحيد تركني لوحدي لأواجه العالم الأسود ...
حتى أنت يا علي كنت سرابا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" المال يستر رذيلة الأغنياء و الفقر يغطي فضيلة الفقراء"
أمير المؤمنين علي (ع)
" أبصر الناس من أبصر عيوبه ، و أقلع عن ذنوبه "
أمير المؤمنين علي (ع)
" أعظم الجهل جهل الانسان أمر نفسه "
أمير المؤمنين علي (ع)

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

Street fighter مو مستشفى !



ظاهرة الاعتداء على "الطبيب" في المستشفى مشهد بشع بدأ يتكرر و أخشى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه خبرا اعتياديا نقرأه في الصفحات الأخيرة من الصحف اليومية.
كلما وقعت تلك الحادثة سارع الجميع مستنكرا و منددا من خلال وسائل الإعلام المختلفة و في المقابل لا يزال ذلك المرض "المعدي" ينتقل بين المستشفيات بين فترة و أخرى بلا علاج فعال ، فهل التنديد و الشجب و الاستنكار سيردع المعتدي ؟
كانت تحررت القدس منذ خمسين سنة !
من المخطئ ؟ بالطبع المعتدي هو المذنب الأول و الأخير في القضية لكنني لا ألقي باللوم في تلك الحوادث على المعتدين فقط ، هناك أطباء يتحملون جانبا من اللوم ، لكن علينا ألا ننسى أن الطبيب إنسان و ليس رجلا آليا لا يخطئ و لا يتعب ، فالطبيب يتعرض في مهنته لضغوط هائلة قد تدفعه للتصرف بطريقة قد لا تعجب البعض لكن هذا لا يبرر بأي طريقة العودة إلى عهد إنسان الكهف و إتباع الوسائل الهمجية !
الموضوع يحتاج لتحرك كبير و واسع على مختلف الأصعدة ، مجلس الأمة وزارة الداخلية و الجمعية الطبية جهات تقع عليها المسؤولية و مطالبة بدور فعال لحل المشكلة.
دواء هذا المرض ليس معقداو لا يحتاج استشارة أو عرض على لجنة العلاج بالخارج !
فليكن هناك موقف حازم من وزارة الداخلية و ليعاقب بأسرع وقت المعتدون و سنرى ان شالله اختفاء الظاهرة البغيضة ، أما التلكؤ و التهاون فسيفاقم المشكلة و يرجعنا الى الخلف.
المسؤولية لا تقتصر على أضلاع المثلث المذكورون في الأعلى ، فأي شريف لا يرضى بوقوع الظلم على كائن من كان طبيبا كان أو عامل نظافة لا فرق ، نعم إنها مسؤولية الجميع و لا بد للجميع أن "يفعل" ثم يتكلم و يشجب كما يحلو له لا العكس.
قبل دراسة الأسباب و التحليل و التفسير فلنعالج المشكلة .

عالجوا انفلونزا الخنازير و عالجوا انفلونزا الهمجية في المستشفيات !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


" إن الناس إذا رأوا الظالم ، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه "
النبي محمد (ص)

الخميس، 8 أكتوبر 2009

كارثة المفاعل أحمد نوبل !



من منا لم يسمع بكارثة مفاعل شرنوبل الشهيرة و التي عبرت مآسيها الحدود الوهمية للدول متخطية الاتحاد السوفييتي سابقا لتصل الى دول اخرى – اتذكر مدرس الاجتماعيات يقول : السحابة الاشعاعية التي نتجت من المفاعل عبرت دولا اوروبية و أثارت هلعا و رعبا هناك – و تسببت هذه الكارثة و تسرب الاشعاعات في ظهور السرطانات و التشوهات الأخلاقية عفوا الخلقية فالتشوهات الأخلاقية موجودة أصلا عندهم، حيث كانت تلك الكارثة كرسمة فوضوية كبيرة رسمتها الأيدي الانسانية و من تحت تلك الرسمة كانت الآية تفسر ما حدث : "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس"
أما كارثة مفاعل أحمد نوبل فقصة أخرى !
و كمقدمة لفهم الامور فانك عزيزي القاريء يجب أن تعرف أن وجود أحمد نوبل في المطبخ يشبه تواجد دكتورنا اللي بالجامعة الأمريكي ذو العيون الزرقاء و الشعر الذهبي و البدلة الأنيقة و الكرفتة في مطعم "مندي" في الفروانية !
الشخص الخطأ في المكان الخطأ و يومها كان في الوقت الخطأ ...
فأحمد نوبل لا يتقن من فنون الطبخ شيئا و اذا كان الاعتراف بالحق فضيلة ، ان صح التعبير فان الشيء الوحيد الذي يستطيع احمد نوبل اعداده في المطبخ طبق شهي مكون من البيض المقلي و في مرة جرب يسوي "همبرغر" و نجحت "التجربة" !
هذه حدود قدرات احمد نوبل في الطبخ لذلك فانه لن يتفلسف و يحاول إعداد شيء جديد ، إلا أن "الشيف" هذه المرة أخفق حتى في الشيء الوحيد الذي يتقنه !
"خيم الليل" كما يقول العفاسي في احدى أناشيده الفائتة و نامت جميع العيون و كان الجوع كافرا و كانت أصوات معدتي تزقزق !
فتحت الثلاجة فوجدت ضوء الثلاجة مسلطا على بضع بيضات ، كأنها رسالة غيبية تقول عشاك اليوم بيض مقلي أو هكذا أنا فهمت في البداية!
بطلت الرف بالمطبخ و فتشت عن الزيت فوجدت وعاء فيه زيت و شكله "خوش" زيت زيتون أصلي !
فأخذت الوعاء و سكبت مقدارا مناسبا على المقلاة "الستان ستيل" التي لا يلتصق فيها الأكل و لا تسبب السرطان كما تقول مريم نور المو مينونة و اللي تبينا نعيش بدون مكيفات عشان نكون أقرب حق الطبيعة و جوها بس لو تزورينا بالكويت و تطلعين برا و تحاولين تقربين من الطبيعة عندنا !
المهم في الموضوع أنني كسرت البيض و "تترك على النار لمدة خمس دقائق حتى تكون جاهزة للتقديم" :P
بسم الله الرحمن الرحيم لقمة أولى ، هناك شيء غريب في الطبخة !
لقمة أخرى لنتأكد ، البيض فيه طعم مر ! شسالفة ؟!
حل اللغز كان في اليوم التالي ...
و لا تحتاج لأن تكون شارلك هولمز أو لكونان لكي تكتشف خيوط أدلة الجريمة التي ارتكبتها أيدي أحمد نوبل !

أحمد نوبل للخدامة: هذا البيض من زمان بالثلاجة ؟!
الخدامة: لا جديد !
أحمد نوبل : عيل ليش لمن سويته طلع في طعم ؟
نظرة واحدة من الخدامة لتستنبط حل الأحجية ، تلاحظ وعاء الزيت و تكتشف الكارثة بعد فوات الأوان : أحمد هذا مو زيت هذا صابون مال صحون !
في هذه اللحظة و لا أدري ما قصة التوقيت بدأت أشعر بألم في معدتي !
رغم أنه مر يوم كامل على الحادثة .
و أنا أقول يا ربي ليش لمن البيض كان على النار قام تطلع منا رغوة ؟!
عاد حلمي أتعلم أسوي معكرونة بالباشميل بس أعتقد أن هذا الحلم لو تحقق في يوم من الأيام راح يكون ثامن أعجوبة من عجائب الدنيا و الله أعلم ...!
تبقى ملحوظة: محد تشمت فيني بالبيت ، و محد قال : أحمد ! مشتهين على العشا بيض بدون صابون صحون لو سمحت !
صج لي قالو يوما لك و يوم عليك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تفرح بسقوط غيرك فانك لا تدري ما تضمر لك الأيام
أمير المؤمنين علي (ع)

الاخفاق أساس النجاح
لاوتسو

هناك شخص واحد لم يذق طعم الفشل في حياته : انه الرجل الذي يعيش بلا هدف
سوفوكليس

تعلمت فن الانتصار من الفشل و الانكسارات
سيمون بوليفار

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

ما يطلبه ... المدونون ؟!

لدي هواية لم اشارك بها الكثير من الناس
البداية كانت بالعطلة الصيفية و كنت أخشى أن يمر شهر او أثنين و اكتشف ان هذي الهواية مجرد "هبة" !
لكن تفاجأت أنها لحد اللآن موجودة و لا زالت تنمو ...
خلوني اعرض عليكم قطرة من فيض الموهبة P:
و عطوني رأيكم و صوتو لاحسن مقطوعة تعجبكم (جني صدقت عمري !)

و ترى كل اللي تسمعونه من عزف " ايديا و حياة عينية " !


اعتذر لرداءة الصوت و ذلك لاني للحين ما شريت جهاز التسجيل اللي ينقل من البيانو للكمبيوتر مباشرة و اللي سعره بس 200 دينار ... خوفكم تطلع هبة و يطيح بجبدي الجهاز !
شرايكم يسوى ؟

طبعا عنوان الموضوع يوحي بطريقة أو باخرى ان الموسيقار اللي اهوا أنا P: راح يلبي جميع الطلبات طبعا انتو تامرون أمر بس الله يخليكم لا توهقوني @@

السبت، 26 سبتمبر 2009

الهبوط من الجنة الى ... الدوام =(

قصة سيدنا آدم - عليه السلام - تتكرر بحياتي كل سنة !
و التفاحة اللي اكلتها كانت قبل سبع سنين من الحين !
انتهى زمن المرح و الفرح و الأحلام الوردية و أتى زمن القعدة من النوم و "لوعة الجبد" !
انتهى الزمن اللي تنام فيه و محد يسألك ليش و جم ساعة نايم - لحظة خلوني اروح اييب كلنكس امش فيه دموعي !
باجر الدوام و المفروض حسب كلام الأهل اني شحنت طاقة حق االدراسة بس مع الأسف انتهى عمر بطاريتي الدراسية و مليت من الكتب و النوت و الأوراق التي راح تترس دبة السيارة ... ويع !
fact :
اكو ناس يملون من العطلة !
ليش مستغربين صج اكو ناس جذي و انا منهم !
يعني احس الفراغ ممل بس مع هذا ما كو شي "يضاهي" انك تقوم من النوم و ما عندك شي تسوي و ما كو مسؤولية و لا تحاتي تأخرت و لا تحاتي انك تبي تدرس اليوم شنو .

دائما انظر الى الجزء الممتليء من الكأس كما يقال و أنا معظم الأحيان أرى هذا الكأس متروس عالآخر !
صحيح أن الدوام ثقيل و يا كره "قعدة الصبح" و الامتحانات و الـ stress
بس شنو فايدة هالانسان و هو نايم ؟
اذا ما تعبت و ثابرت و اجتهدت و حاولت مرة و ما نجحت و ما استسلمت و بالأخير وصلت و أنجزت اذا أحد فينا ما مر بهذي التجربة ليش يعيش هالحياة ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"لو تعلقت همة أحدكم في الثريا لنالها"
الرسول الأكرم محمد (ص)


"آفة النجح الكسل"
الامام علي بن أبي طالب (ع)


من لا يحب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
أبو القاسم الشابي

الأرض للحشرات تزحف فوقها
و الجو للبازي و الشاهين
ايليا ابو ماضي

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

عازف البيانو



كان جالسا على طاولة البيانو ينثر سحره
يداه تتحركان كنبضات قلب


يدخل الجمهور الى عالم الامنيات حيث تتحقق و لوهلة احلام حياتهم


كانت أنغامه بحرا و كانوا فيها يبحرون


لكنهم في الحقيقة لم يروا اعماق نغماته رغم أنهم غرقوا في بحرها


نغمات رسمت في الهواء وجها غير واضح المعالم على خده دمعة سقطت على الأرض ، عليها ظهر انعكاس رسالة :


"لن أنتظر الى الأبد "


كانت تلك الرسالة و وردا في باقة ملقية على الارض هو الذي انعزف لا نغمات ، كان أنينا و صرخات


انتهت المقطوعة


تصفيق حار و لاتزال تسمع أنامله بنعومة تلامس مفاتيح البيانو
رحل الجمهور سعداء أما هو فعاد للعزف
دخلت أمه بحجابها و عباءتها ، قبلته لكنه لم يتوقف عن العزف و كأنها لم تكن موجودة !
" أنا أعرف أنك تسمعني جيدا و تعرف أنني لست راضية عن زواجك منها و تعرف أن رضا الوالدين من رضا الله "
لم يرد عليها ، أغمض عينه و واصل عزفه ...
دخل رجل بلحية سوداء خالطها بعض الشيب، على جبهته أثر السجود و قال : بني لا تحزن ، كل شيء قسمة و نصيب .
أكمل عزفه كما أكمل ملايين الخطوات في صحراء الحياة رغم قسوتها
دخلت "هي" تعثر في نغمتين اثنتين لكنه واصل
فهو لم يستطع اخفاء ما بداخله حتى في نغماته
لم يستطع اخفاء كلمة من حرفين دائما ما نتعثر في قولها لأحدهم !
ظلت موجودة تنتظر و تنتظر لكنه أكمل


عن يمينه يقفان : نعلم أنك ستفعل الصواب ، كما ربيناك


هي كانت تقف عن شماله : ان كان كل الذي قلته صدقا ، انت سميت ما كان بيننا حب القدر و تعلم أننا خلقنا لبعض


كان يقف بينهم في ميزان حير قلبه و عقله


و هو لا يزال في متاهات الميزان يعزف ماتت أضواء المسرح ببطء
اختفى ملاك حياته و السبب الذي من أجله كل نبضة من قلبه نبضت ، ابتلعها النسيان ، فالأيام تستطيع أن تقتل حبا
هم أيضا اختفوا ، ابتلعهم ظلام الموت
حنانهم قبلاتهم أيديهم التي أمسكت به مع أول خطوة في هذه الحياة و الآن كما الطائر يستطيع أن يطير لوحده ... هكذا قرر القدر


لكنه أكمل العزف


لأن عازف البيانو لا يعزف موسيقى بل هو يروي حكاية
يروي و لا يسمعه أحد ... لذلك يواصل عزفه متأملا قدوم شخص يسمع
قابع في متاهة ليس لها مخرج
أرضها بالأبيض و الأسود و جدرانها أنغام حزينة
لم يستطع أن يتزوجها لأن أهله رفضوا و لم يستطع أن يتزوج غيرها لأن قلبه رفض


انتهى العزف اختفى المسرح !
فتح عينه و وجد نفسه وحيدا قد عاد الى بيته القديم المهجور بالبيانو المهتريء الذي زين يوما ما صالة الضيوف !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"لا شيء يصيرنا عظماء مثل الألم العظيم "

أحمد أمين

"ان آلامك لا تقل روعة عن أفراحك "

جبران خليل جبران

"من لا يعرف الحب لا يعرف ما هو الألم "

توماس

"كيف يضحك المرج ان لم يبك السحاب ؟

و هل ينال الطفل اللبن بغير بكاء ؟!

جلال الدين الرومي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل عام و انتو بخير و تقبل الله أعمالكم .... ها جم حصلتو عيدية ؟!

P:

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

دعوات على هيئة امرأة






تشكلت روحها على هيئة يدين ممتدتين نحو السماء

روحها تدعو و جسدها شاخص بلا حراك

عاجزة امام مرارة الدنيا
تشاهد الشخص الذي حملت اسمه
في مشهد تكرر لسنوات
يضرب امها ...
من عينها سالت دمعة و روحها لم تزل تكرر الدعاء
تلاقت نظرات امها مع دمعة حاولت الابنة ان تخفيها
في لحظة صمت تلت العاصفة خاطب قلب الام قلب الابنة
بنيتي لا تخافي ان الله يحب الصابرين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






في سكون الليل نامت عيون
و اخرى ظلت ساهرة

كان بيتهم نجمة لأهل السماء يضيء كما لأهل الأرض نجوم السماء

تتصاعد منه أطياف على هيئة امها الحزينة

كانت تلك الاطياف دعوات الابنة

فهذا الانسان ماذا يملك غير الدعاء ليرد البلاء ؟
تسلل الشك في نفسها
فكم دعت ربها ان يزيل عنهم البلاء

و لكن دعاءها لم يستجاب

كانت كثيرا ما تفكر
هل لان روحها لم تكن نقية لم يستجب لها الله سبحانه دعاءها ؟
هل نيران حقدها دنست روحها و حجبت صوتها عن السماء ؟

لم تكن تملك الاجابة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يوم آخر و عريس آخر
خامس شاب خلال السنة
و رفضت لخامس مرة
اتتها امها معاتبة
بنيتي ... لماذا ؟
اماه لم يعجبني
تبسمت امها و كانت كثيرا ما تبتسم رغم المرارة
الا تعرفين قلب الام ؟

أنا أستطيع أن أرى داخلك بوضوح كنهر
ضمت امها : "لن اتركك وحيدة"

نظرت الام في عين ابنتها و تبسمت رغم عبرتها الخانقة و قالت لها :
يا نور العين
من قال انني وحيدة
اما تعلمين "ان الله مع الصابرين" ؟


يا أمل حياتي

اريد وعدا ان تفكري بالزواج
و تنسي هذا المكان !
عديني بنيتي
لم تستطع ان تقبل رغم انها هزت راسها بالموافقة

دخل الأب غاضبا اهان امها امامها لانها لم تعرف أن تربي ابنتها !

"ستتزوجين من أي رجل سيتقدم لك في المرة القادمة" !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







حطت طائرته قادما من اربع سنين في الغربة
و اليوم عاد مهندسا "أد الدنيا"
فتحت ابواب الطائرة و فتحت له قبلها ابواب مستقبل مشرق
اما امه فجهزت قبل وصوله بوقت طويل قائمة لزوجات المستقبل !
و كانت احداهن ابنة عمه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






مسحت دموعا خالطها الكحل
دموع لمعت على فستان عرسها الابيض

كانت مغصوبة على الزواج

تبسمت و الألم لا يبارحها

فهي تعلمت من امها ان تبتسم في وجه الأشجان

تبسمت فكانت كوردة وسط الصحراء
نظرت من حولها الى اضواء الصالة الملونة تتلألأ
كأن تلك الاضواء تبكي

كأن كل شيء حولها يبكي
لان الجمادات بعكسنا نحن البشر تشعر بانين روح بشرية معذبة !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






مشت طفلة بين المقابر
و من خلفها ابيها
كان ابن العم يزور قبر زوجته
و بالقرب منه زار قبر امها
لكنه لم يعرف انه كان يزور قبران لروح واحدة ماتت في نفس اليوم رغم ان امها رحلت قبلها بشهر
و هو ايضا لم ير كيف خلق الله لهم قصرا متلألأ في الجنة
اعمدته من صبرهم
حيطانه من انينهم
و سقفه كان من دعواتهم
تحيط به حديقة حشائشها من لؤلؤ تلمع كأقمار ... خلقها الله من دموعهم
يعيشون فيه بسعادة الى الأبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين)

سورة محمد : 31



"الدعاء سلاح المؤمن و عمود الدين و نور السماوات و الأرض "

النبي محمد (ص)



"مرارة الدنيا حلاوة الآخرة"

الامام علي (ع)



"ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة "

جبران خليل جبران