الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

دعوات على هيئة امرأة






تشكلت روحها على هيئة يدين ممتدتين نحو السماء

روحها تدعو و جسدها شاخص بلا حراك

عاجزة امام مرارة الدنيا
تشاهد الشخص الذي حملت اسمه
في مشهد تكرر لسنوات
يضرب امها ...
من عينها سالت دمعة و روحها لم تزل تكرر الدعاء
تلاقت نظرات امها مع دمعة حاولت الابنة ان تخفيها
في لحظة صمت تلت العاصفة خاطب قلب الام قلب الابنة
بنيتي لا تخافي ان الله يحب الصابرين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






في سكون الليل نامت عيون
و اخرى ظلت ساهرة

كان بيتهم نجمة لأهل السماء يضيء كما لأهل الأرض نجوم السماء

تتصاعد منه أطياف على هيئة امها الحزينة

كانت تلك الاطياف دعوات الابنة

فهذا الانسان ماذا يملك غير الدعاء ليرد البلاء ؟
تسلل الشك في نفسها
فكم دعت ربها ان يزيل عنهم البلاء

و لكن دعاءها لم يستجاب

كانت كثيرا ما تفكر
هل لان روحها لم تكن نقية لم يستجب لها الله سبحانه دعاءها ؟
هل نيران حقدها دنست روحها و حجبت صوتها عن السماء ؟

لم تكن تملك الاجابة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يوم آخر و عريس آخر
خامس شاب خلال السنة
و رفضت لخامس مرة
اتتها امها معاتبة
بنيتي ... لماذا ؟
اماه لم يعجبني
تبسمت امها و كانت كثيرا ما تبتسم رغم المرارة
الا تعرفين قلب الام ؟

أنا أستطيع أن أرى داخلك بوضوح كنهر
ضمت امها : "لن اتركك وحيدة"

نظرت الام في عين ابنتها و تبسمت رغم عبرتها الخانقة و قالت لها :
يا نور العين
من قال انني وحيدة
اما تعلمين "ان الله مع الصابرين" ؟


يا أمل حياتي

اريد وعدا ان تفكري بالزواج
و تنسي هذا المكان !
عديني بنيتي
لم تستطع ان تقبل رغم انها هزت راسها بالموافقة

دخل الأب غاضبا اهان امها امامها لانها لم تعرف أن تربي ابنتها !

"ستتزوجين من أي رجل سيتقدم لك في المرة القادمة" !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







حطت طائرته قادما من اربع سنين في الغربة
و اليوم عاد مهندسا "أد الدنيا"
فتحت ابواب الطائرة و فتحت له قبلها ابواب مستقبل مشرق
اما امه فجهزت قبل وصوله بوقت طويل قائمة لزوجات المستقبل !
و كانت احداهن ابنة عمه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






مسحت دموعا خالطها الكحل
دموع لمعت على فستان عرسها الابيض

كانت مغصوبة على الزواج

تبسمت و الألم لا يبارحها

فهي تعلمت من امها ان تبتسم في وجه الأشجان

تبسمت فكانت كوردة وسط الصحراء
نظرت من حولها الى اضواء الصالة الملونة تتلألأ
كأن تلك الاضواء تبكي

كأن كل شيء حولها يبكي
لان الجمادات بعكسنا نحن البشر تشعر بانين روح بشرية معذبة !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






مشت طفلة بين المقابر
و من خلفها ابيها
كان ابن العم يزور قبر زوجته
و بالقرب منه زار قبر امها
لكنه لم يعرف انه كان يزور قبران لروح واحدة ماتت في نفس اليوم رغم ان امها رحلت قبلها بشهر
و هو ايضا لم ير كيف خلق الله لهم قصرا متلألأ في الجنة
اعمدته من صبرهم
حيطانه من انينهم
و سقفه كان من دعواتهم
تحيط به حديقة حشائشها من لؤلؤ تلمع كأقمار ... خلقها الله من دموعهم
يعيشون فيه بسعادة الى الأبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين)

سورة محمد : 31



"الدعاء سلاح المؤمن و عمود الدين و نور السماوات و الأرض "

النبي محمد (ص)



"مرارة الدنيا حلاوة الآخرة"

الامام علي (ع)



"ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة "

جبران خليل جبران

10 التعليقات:

الوتيــــــــــن يقول...

لم أتوقع هذه النهاية .. أشعر انه ثمة أمر ناقص!! ماهو برأيك؟

أحداث مبهمه جميلة ومختصرة ..

بس الأجمل أنها أظهتك على الشاشة :)

موفق

a7mad Nabeel يقول...

اختي العزيزة الوتين
دائما ما تكونين اول المعلقين فشكرا على اهتمامك و على المتابعة :)
تعمدت الا افصل في موضوع الزواج و كيفية موت البنت و امها و هل كان الزواج سعيدا لكي اركز على الهدف الاساسي من القصة و هو يتمثل في مقولة الامام علي (ع) مرارة الدنيا حلاوة الآخرة .
ربما تسرعت في كتابة القصة ، و ربما النهاية كانت ناقصة كما تفضلتي او تفاصيل احداث اخرى في القصة
شكرا على التعليق و على النقد
و سامحينا على القصور

Reem AlHajri يقول...

" إن الله مع الصابرين "
غريب كم الأمل الذي تبعثه !

فعلاً ، صبراً جميلاً ..
رغم الألم إلا أنها تحمل من القوة الشيء الكبير ..

عساك بخير
:)

a7mad Nabeel يقول...

الدين مصدر قوتنا اختي ريم
قلة من الناس من يصمد في وجه الألم
شكرا على الزيارة :)

غير معرف يقول...

لان الجمادات بعكسنا نحن البشر تشعر بانين روح بشرية معذبة !

هذا ما اشعره كثيراً ,,

كتاباتك تستحق كل تقدير ,,
و اتذوق بها احساس مختلف من الإبداع ,,

بصدق تروق لي ,,
دمت بخير ^^

الوتيــــــــــن يقول...

كنت اتلهف لقراءة نبض قلمك المتواري

تبسمت فكانت كوردة وسط الصحراء
نظرت من حولها الى اضواء الصالة الملونة تتلألأ
كأن تلك الاضواء تبكي


كأن كل شيء حولها يبكي
لان الجمادات بعكسنا نحن البشر تشعر بانين روح بشرية معذبة !


أحيانا نشعر بهذا الاحساس وتتجمد مشاعرنا لتبكينا الجمادات حسرة وشفقه
.. لم يكن القصد نقصا في محاور القصة .. لكن الاختصار فقط هو ما جمد تفكيري عن الفهم .. مع الموسيقى .. منتهى الحزن والابداع

تستحق التعليق مرتين :) وسمحني عالطواله يا بونبيل

حَافِـيَةُ الَقَدمَيّـنْ ولِبَاسِي المَطـرْ يقول...

قدْ يحزنُ البعضْ لتلكَ النهاياتْ المُؤلمه
لكني بِعكسهم أحبُ أن أرى الدُنيا بواقِعها
بعينٍ حزينةٍ مره !
وبعينٍ متلألأةً مره !
..
وصفكَ طاغي
شكراً لكْ

a7mad Nabeel يقول...

اختي العزيزة أسيرة اللوحة
هذه هي الحقيقة
فالرسول محمد (ص) كان يكلم الجمادات
فالجماد يفهم بل هو دائم التسبيح و لكننا لا نفقه
شكرا جزيلا على المرور منورة المدونة

ــــــــــــ

اختي العزيزة الوتين
ما فيها طوالة حياج الله "البيت بيتك" :)

شكرا على المديح و الثناء
بس انا اوافقج الراي القصة كانت مختصرة نوعا ما
_______________


الاخت حافية القدمين
الشكر لك اختي على كلامك
انا عن نفسي اكره النهايات الحزينة !
و من و انا صغير اكره الافلام اللي يموت فيها البطل
بس فرق شاسع بين الواقع و احلام البشر و خيالهم
شكرا على المرور :)

darkness يقول...

تقبل الله طاعتك

و عيدك مبارك

:)

a7mad Nabeel يقول...

منا و منكم ان شالله
:)