الاثنين، 3 مايو 2010

بالأمس راودني حلم


بالأمس ... راودني حلم
دخلت بيتا مظلما جدرانه سوداء
وجدتك هناك تجلسين وحدك تنتظرين
سقطت دمعة من عيونك الجميلة
سقطت دمعة من عيني
كل تلك السنين كل ذاك الصبر كل ذلك الألم لا تحكيه الا الدموع
وقفت بالقرب مني ، عينك في عيني ، جامدين نقف أمام بعض كتماثيل تبكي و تبتسم و العالم يدور من حولنا غير آبهين به
قبل لحظات كنتُ لا شيء و بعد أن رأيتك أحسست أني محور هذا الكون
أحسست أن الكون ينظر الينا فرحا بلقائنا
كأن الطيور صارت تغني من أجلنا
أحسست أن الورد يتفتح لينظر الينا
رؤيتك كانت هكذا كالربيع في حياة الورد
بلا أن نتكلم فهمنا كل شيء بلا أن نحكي لبعض عرفنا قصة بعض
التفتُ الى الوراء عند باب البيت المظلم أناس يلبسون الأسود يملؤون المكان
جامدون بلا حراك ينظرون الينا بريبة بنظرات غريبة ، ينتظروننا ربما !
تملكني الخوف تساءلت في نفسي كيف سنعبر أنا و أنت كيف سنخرج من هنا ؟ حتى أمسكت يدي ...
عندها أحسست أنني أقوى رجل بالعالم ...
بالأمس راودني حلم
رأيت الحب يشيخ كما يشيخ البشر
رأيت الحب يدفن داخل ساعة رملية كلما مر الوقت كلما تلاشى في أعماق الرمال
الحب يموت كما مات مئات المرات أمامي في قلوب عشاق لم يبق لهم منه غير ذكرى
الحب يموت كما الورد
استيقظت من نومي حزينا
لأن حبي ربما يموت مع مرور الزمن
بالأمس راودني حلم
كنت أنظر في المرآة
و أقارن بين شكلي الآن بتلك التجاعيد و الشعر الأبيض و ظهري الذي بدأ ينحني و بين صورة لي معلقة في زاوية المرآة التقطت قبل ثلاثين سنة !
تبسمت غير عابيء و أدرت ظهري للشاب في الصورة !
بالأمس راودني حلم
رأيت فيه ذلك الرجل ذو التجاعيد و الشعر الأبيض و الظهر المقوس يرقص مع امرأة عجوز على أنغام موسيقى هادئة قديمة !
منظر العجائز و هم يرقصون كان مضحكا لأحفادهم
لكن نظراتهم لبعض و هم يرقصون كانت تقول أن ربيع حبهم لا يزال مفعما بالحياة
كانت تقول أن حبهم لا يزال يتحدى السنين و لا يزال كما بدأ قويا و صار أقوى بعد أن عبروا كل عقبات الحياة
لأن الروح لا تشيخ و ان شاخ الجسد
لأن الحب لا يموت ....
بالأمس راودني حلم
رأيتك ترحلين الى العالم الآخر
رأيت الرجل العجوز بعد رحيلك شاحب الوجه مصفرا كورقة شجر سقطت على الأرض في بداية الخريف
فما هي الحياة من دون النظر الى عينيك ؟
بالأمس راودني حلم
كنت أنا الرجل العجوز على فراش الموت أتجرع ألم الموت أشعر بمرارة الموت
كل شيء بدأ يصطبخ بالأسود
نفق مظلم ليس له نهاية ، كنت ضعيفا لا أستطيع الحراك
كنت جائعا عطشانا
بصعوبة حاولت الوقوف لكنني سرعان ما سقطت
كنت حائرا خائفا وحيدا... حتى أمسكت يدي ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" ان حبا أمكن يوما أن ينتهي لم يكن في يوم من الأيام حبا حقيقيا "

أرسطو


"الحياة أضعف من الموت و الموت أضعف من الحب "

جبران

5 التعليقات:

a7mad Nabeel يقول...

السلام عليكم
أعتذر عن انقطاعي عنكم و عن عالم التدوين لظروف قاهرة و أشكر كل من سأل عني :)

سلة ميوّة يقول...

منذ الصباح الباكر
قرأت هذه التدوينة قبل الذهاب لل (دوام )...

حاولت الرد من التلفون ولكن لإرتباطي العقيم بالتكنلوجيا فشلت...


الآن...عدت وقرأتها...


انتابني شعور مختلف...


في الصباح كانت بعض الغيوم كئيبة

فحزنت..وشعرت بوحده وأنا أقرأ...

لكن حين قرأته الآن...وجدت متعه...


حزناً...شوقاً..وذكريات...


أجد من الصعب أن يكتب شخص عن مرحلة مختلفه عن عمره الحقيقي..ومشاعره في تلك اللحظة..أجدتها هنا

كما تجيد الوصف دوماً


هذا الحلم مختلف عن قصصك...مختلف عن طريقة سردك...

تغيب دوماً يا أحمد..ولا نسألك الأعذار..

لكن رحمة بقلوبنا التي تشتاق كلماتك..
وتشتاق هذا العالم الجميل..

فلاتحرمنا...وكن دوماً بخير

ودّي


www.salatmaiwa.com

a7mad Nabeel يقول...

يا هلا و سهلا بالكاتبة و الدكتورة
الغياب أصبح صفتي الملاصقة !
بس خل نعطل و ان شالله راح تهطل المواضيع كالمطر !
شكرا على المديح و الثناء :)

Reem AlHajri يقول...

يخبو ربما ..
لكن هل يموت ؟

ولكم باك أحمد :)
كالعادة ولهانين عالمكان ..
موفق إن شاء الله و الله يسهل عليكم

الوتيــــــــــن يقول...

تباً لآلام البطن .. يقتلني ولا أركزّ في القراءة

........

مساء الورد .. صايرة عيوزة اتحلطم من أدخل اي مكان :{

فعلاً الحب أقوى من الموت لأنه يبقى لما بعد الموت
كأنه المسك كلما تعتق كلما قويت رائحته

حلمك جميل على الرغم من قسوته

" تهطل كتاباتك كالمطر" ؟ خوش خبر مسكّن :)


مساء الخير والطمأنينة .. فالحب موجود في كل مكان لا تقلق