الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

عندما كنت اطير !





اللحظات الاولى
شعرت انني لا انتمي الى هذا المكان
احسست بضيق شديد
كأنني سجنت

لكنني لا اعرف ما الذنب الذي اقترفته كي اسجن في هذا الجسد
فروحي من قبل كانت حرة
تطير حيث تشاء

الى أعالي الجبال الخضراء

الى أعمق الوديان

تطوف صحراء خاوية

تسابق نهرا في غابة

خلال اللحظات الاولى لي في هذه الحياة
رأيت الذنوب تنتظرني

تشبه الحبر الأسود ان سقطت نقطة في قلب أحدهم انتشر فيه السواد
تريد أن تأسرني في شباكها المتداخلة
التي أوقعت من حولي


غريبة هذه الحياة


ففي لحظاتي الاولى كنت أبكي
و كانوا أمامي يبتسمون !
كنت اصرخ


فهل كانوا لا يسمعون صراخي ؟


ام ان الصراخ و الالم في هذا العالم سبب للضحك ؟


الا يتذكرون حياتهم السابقة ؟


و من أين أتوا و كيف كانت الحياة قبل الحياة ؟


لم تغير بنوا آدم ؟
فبنوا آدم ليست لديهم أوشام على وجوهم كهؤلاء؟


لم لسان هذا الشخص يحترق ؟!


لم اختفت عيون ذاك الشخص من رأسه ؟!


نعم نعم ... الآن تذكرت !


"ذنوب البشر تنطبع على وجوههم ، على السنتهم ، على اياديهم ، ذنوب البشر لا تمحوها الأيام بل تبقى تنتظر اليوم الذي تتجسد فيه لأصحابها تذكروا هذا لحياتكم الآتية و لا تنسوه كما نسيه من سبقكم الى الدنيا"


هكذا قالوا لنا في الحياة السابقة


ربما هذا يفسر ما يجري من حولي


ففي هذه الحياة تنطبع الذنوب على اجساد البشريين لكن الله سبحانه سترها عن أعين العباد لعلهم يتوبون ...


حملتني يد احدهم

لمحت خطوط الكفين فيها


عجيبة بتعرجاتها
لها بداية و نهاية كحياة البشر


تروي حكايته من حيث لا يشعر


في منتصف التعرجات قصة حب


بسمة تتلوها دمعة


و سرور يتلوه ألم


اما عالمي الذي اتيت منه فقصص الحب كلها تنتهي سعيدة !


رأيت أحدهم يحملني و يبتسم لكنه كان مختلفا عن البقية

كان شعر رأسه و لحيته شديدي البياض وجلده مترهل و ظهره مقوس

سمعتهم يقولون له : مبروك لقد أصبحت جدا للمرة السادسة !

فقال لهم : لقد كبرت في العمر و خارت قواي و ضعف بصري

الآن ارتاح و يأتي دور الجيل الجديد !

اسغربت من أمر البشري

فانما يهرم الجسد و تبقى الروح في زمن الشباب خالدة
ان صورة الذي يقول عن نفسه انه هرم أو شاخ هي صورة انعكاس لروح مستسلمة رفعت الراية البيضاء في وجه جيوش الحياة و تحدياتها التي لا تنتهي

انما يهرم الجسد و تبقى الروح و يبقى الحب (الحقيقي) خالدا لا يتغير بل يسمو و يعلو مع الزمن ...
خرجنا من المكان الذي ولدت فيه

مررنا بالبحر
هذا البحر أليس هو نفسه الحب الذي كنا نغترف منه بأيادينا لنملأ قلوبنا عذوبة ؟
لم أصبح مالحا هكذا ؟
لم صار لا يتكلم ؟!

نظرت الى الاعلى
يا الهي ! انها السماء !
أبوابها ما تزال مفتوحة لكن كيف لي الآن ان اصل اليها
بعد أن كنا نرتفع باجنحتنا ؟


نظرت من النافذة رأيت الاشجار ، ناديتها !


لم تجبني
لم أصبحت جمادا ؟!
ألم تكن هي ذاتها طواسيس السماء ؟
ان فرشت أجنحتها اصطبغ الكون من حولنا
بالاخضر و الازرق و الأحمر
ان هي غنت صمت الكون ليسمع أروع غناء
ما بالها غدت صامتة لا ترد ؟


نظرت من حولي الى الناس بدأت تختفي بصمات الذنوب عليهم

لم اعد ارى بوضوح ما وراء الجسد

لم اعد ارى ما تخفيه تلك الزينة من قبح

القلب الاسود المتقنع بالبسمة

أًصبحت لا أرى الا ما تراه عيني !

شعرت بالخوف
فكيف لي الآن أن أعرف الخير من الشر ؟
بعد أن كنت أرى قلوب البشر بوضوح كما النجوم
قلب يبكي و آخر ميت
قلب يضحك و آخر وحيد

قلب ميت و آخر ينبض بالحياة


في هذا العالم تغيرت اشكال الأشياء... ماعدا شيء واحد ...
قلب امي لا يزال كما هو واضحا أمامي صاف نقي

يشبه في شكله وردة ياسمين

و كنت أنا فيما مضى الطير الذي يرتشف من رحيق حنان تلك الوردة





قبل أن نأتي الى هذا المكان
كانت جميع الخلائق متصلة ببعضها بروح واحده
فان تألمت احدى الخلائق تألمنا جميعا
و ان فرحت احداها فرحنا جميعا
اما الآن فاننا نتألم وحدنا
و قد لا يشعرأحد ...






مر شهر


خطوت اول خطوة و تعثرت


لانني لم استخدم رجلي من قبل فانا في الحياة السابقة كنت اطير !










مرت سنة ...





أصبحت حياتي السابقة مجرد ومضات لصور غير واضحة

بدأت اتعلم لغتهم



مرت سنتان ...






نسيت كل شيء عن الحياة ما قبل الحياة




بعد عشرين سنة...





اقلعت الطائرة
كان هناك شاب في العشرينيات ينظر من نافذة الطائرة

داخل عالم نفسه :


كم هي جميلة هذه الحياة (!)
ما أروع هذا الشجر، هذه النجوم و ذاك البحر (!)


لكن ...
هذا الشجر رغم أنه جامد الا أنني أشعر أنه ينبض بالحياة
هذه النجوم تلمع ... فهل هي تبكي ؟
هذا البحر الأزرق لم يعكس صورنا بصمت ؟
هل يحاول أن يقول شيئا ؟



احس الشاب ان البحر و الشجر و النجوم و الغيوم تعرفه و تشعر به و تحاول ان تكلمه لكنه لا يسمعها



ضحك الشاب من تلك الافكار التي لم يكن يدري من أين أتى بها !
انزل غطاء نافذة الطائرة و تبسم



سأله من بقربه : بم تفكر ؟؟؟



قال : لا شيء مجرد خرافات من نسج خيالي لا أكثر !




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن أنقل لكم حكمة هذه المرة ، لأنني أريد منكم أن تكتبوا حكمة
او مقولة شهيرة تناسب الموضوع :)

السبت، 24 أكتوبر 2009

حتى أنت يا علي ؟


مرت سنوات و أنا على حالي أنزل وحيدا لاشتري العشاء ، كم هي تعيسة الحياة حين لا تجد احدا يشاركك لقمة العيش ، فقدتهم جميعا ... فقدت كل شيء ، خسرت تجارتي في ليلة مجنونة و اتضح لي بعدها ان كل الوجوه التي حولي كانت لا تستطيع تحملي ، و انها صبرت على غروري طويلا طمعا في "اكرامية" من تلك التي كنت اوزعها عليهم !
هذه المرة سأستخدم الدرج بدلا من المصعد كبرت و قلبي ضعيف لن يتحمل الدرج ، كأنني لو استخدمت المصعد سيطول فيني العمر و سأؤخر موتي !
لكن لم يا ترى اريد ان اعيش ؟ هل هناك سبب واحد يدفعني نحو الحياة ؟
سبب يمسك بيدي و ينتشلني من الغرق في دوامة الماضي ؟
كنت افكر في سبب واحد على الاقل لكنني لم استطع حتى ان اخدع نفسي باختلاق سبب واحد !
ضغطت على زر المصعد و انتظرت ، فتح باب المصعد رأيت رجلا يحمل عروسته كانوا ينظرون في عيون بعض ، قبل أن يفتح الباب كانوا في عالم آخر ، الى أن فتح باب المصعد فرأوني ، اصابهم الاحراج و أما أنا فالاحراج كاد يقتلني ، ادرت وجهي و استسلمت للدرجات ، و انا انزل درجة درجة كنت امر على حياتي سنة سنة يوما بعد يوم معها ، كأن باب المصعد عندما فتح انفتح باب في الماضي حيث كنت انا مكان ذاك الرجل
و كانت هي محمولة بين يدي ، حتى هي اكتشفت انها تزوجتني بسبب المال من أجل "الفيلا" و السيارة و اسمي المشهور بين الناس ، حتى هي .
سرت في الشارع ، حتى مدينتي تغيرت بعد أن خسرت ثروتي ، اكتشفت ان هناك عالما آخر غير عالمي المخملي ، في مدينتي لا يرحم عزيز قوم ذل ، لا يرحم من اكتشف انه عاش في سراب طوال حياته ، الآن صرت أعرف كيف ينظر من في الأسفل نحو من في ناطحات السحاب ، كل الناس يبدون تائهين قد ضيعوا الابتسامة عابسين ، ففي مدينتي يعشش البؤس في كل زاوية ، مدينتي الداخل فيها مفقود و الخارج منها مولود !
القادمون من الريف فقدوا نقاءهم بعد ان عاشوا في المدينة ، البعض فقد قلبا احبه في المدينة و لا تزال تراه يهيم بحثا ، المشردون ينتظرون لحظة تنتهي كل آلامهم و هم في داخلهم يعلمون أنها لن تكون الا لحظة الموت !
كأن لمدينتي روح و كيان تنتزع من الناس قلوبهم و سعادتهم و تسلبهم كل ما هو جميل ، في مدينتي المشردون كثر ، صور على الحيطان لمفقودين وضعها أهلهم أملا في العثور عليهم ، و أنا فقدت حياتي في تلك المدينة حتى صرت جثة ميتة لم تغادرها الروح تسير في طرقات المدينة .
في طريق عودتي الى شقتي رأيته هناك في احدى الأزقة، صبي صغير وجهه متسخ من الأتربة و ملابسه رثة حزينة تماما كمدينتي !
ملقى على الارض ضعيف يكاد أن يموت ، حملته و اخذته الى المستشفى مسرعا ، كان صبيا مشردا في هذه الحياة ... كحالتي.
لم يرد علي أو على الطبيب عندما تكلمنا معه ، يبدو أنه أبكم ، اختزن آلاما بعمق بحر و جراحا من أياديهم السوداء و لم يستطع أن يتكلم ، كم يشبهني .
رجعت معه الى شقتي ، أعددت له العشاء ، كان يأكل كانسان لاول مرة يرى فيها الطعام ، رآني لا آكل معه فتوقف عن الاكل و قرب مني الصحن و نظر الي بعينيه الطيبتين وأشار الى الصحن بيده ثم أشار الي "لم لا تأكل؟" نطق قلبه و عجز لسانه ، مر وقت طويل منذ أن ترك أحدهم في قلبي احساسا بأني مهم لكن هذه المرة بصدق ، فقد أخف المديح و الثناء الحقيقة فما كنت أرى الجرف الذي هوى بي نحو الجحيم ، لقد تعلمت في قعر المدينة بعد أن نزلت من الأعلى أن الثروة التي تدوم هي حب الناس ، هذه هي الحقيقة المرة ، مسحت على رأسه و قلت له : أنا أكلت ، كل انت .
دققت في وجهه البريء و رحت أسرح في أحلامي أمام عينيه الواسعتين و شعره المجعد و أنفه الأقنى المستقيم و فمه الصغير و ذقنه الدائري يا ترى كيف سيكون شكله عندما يكبر ؟ أريد أن أعيش حتى أراه يتخرج من الجامعة ، أريد أن أعيش حتى أراه يتزوج و يرزقه الله بأولاد و بنات ينادونني جدي ، قبل ساعات كنت حائرا لا ادري لم اعيش و الآن انبعث هذا الصبي من الموت و أمسك يدي و انتشلني من الموت أنا أيضا ليقدم لي سببا كي أعيش .
راقبته و هو يستسلم للنوم و غطيته ، في تلك الليلة كنت ابكي تارة و تارة افكر هل هذا هو الصبي الذي تمنيته طوال حياتي ليرث اسمي و يصبح خليفتي ؟
لماذا تأخر ، لماذا أتى الآن بعد ان خسرت كل شيء ؟
لكنني تذكرت انني في الحقيقة لم اخسر شيئا لانني لم أكن أصلا املك شيئا !
و ربما كان من الأفضل أن يأتي الآن في وقت فقري لكي لا تغيره الأموال و تعمي عيونه كما غيرتني ، فكل ما كان حولي نفاق و أقنعة زالت ما ان زال سبب وجودها حولي ، و الآن أتى هذا الصبي ليكون الشيء الوحيد الصادق في حياتي ، انقطع حبل أفكاري على صوت فتح باب الغرفة ، دخل ووقف بالقرب مني رآني أبكي فاستغرب ، مسح دمعة سقطت على خدي بثوبه المقطع ، هذا الثوب رغم أنه بال الا أن الصبي استطاع بدفء قلبه أن يجعله أنعم من الحرير ، اراد ان يتكلم فلم يستطع لكن القلب النقي لا يحتاج الى كلمات كي نفهمه ، قلت : لا عليك بني دموع الماضي لا بد منها ، مسحت على رأسه و عندما رآني أتبسم من جديد بانت عليه علامات الارتياح ، قلت : انا بخير لا تخف ، وقف أمام النافذة ، قلت له : غدا سأشتري لك لباسا جديدا و سأسجلك في المدرسة، لم يبال الي ما قلته و سرح أمام النافذة يراقب الشارع الذي أتى منه ، وقفت بالقرب منه ، و نظرت الى عينيه الواسعتين و قد حوت آلاما كبيرة "لم أذرف دمعة رغم كل الأحزان" هكذا فهمت من تعابير وجهه أنه حاول ان يقول.
فمن أين له كل تلك القوة على الصمود ؟
و من أين لصبي صغير أن يكون له قلب كبير كهذا ؟
كنت انا و هو لوحدنا في مواجهة عالم مهول مليء بالقلوب السوداء و بالبؤس و التعاسة، كنا نقف أمام النافذة ننظر الى هذا العالم كعصفورين جريحين في يوم من الأيام اعتدنا أن نطير ، و اليوم أصبحنا في قفص ، لم اعرف اسمه و ماذا اناديه فسألته : بني حبيبي ما اسمك ؟
فكر قليلا لكنه لم يعثر على جواب ، حتى هو كان يبدو عليه انه لا يملك اسما ، قلت له : لا بأس فحتى أنا لا اتذكر اسمي لأنني اكتشفت بعد افلاسي انني لست الشخص الذي أنا أعرفه حينما كنت أنظر في المرآة!
سأسميك "علي" كما كنت احب ان اسم ولدي لو زرقت بواحد ، أشرت اليه بسبابتي و قلت : أنت علي ، و أشرت الى نفسي و قلت : انا فارس ، ابتسم فعرفت أنه فهم ، كان فرحا باسمه الجديد !
كأنه اعطي مع الاسم حياة جديدة و نهاية للتعاسة .
خرجنا في الصباح الباكر ، اليوم سأسجله بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ، كان صبيا موهوبا سريع البديهة حاد النظر مشرق الوجه رغم كل مآسيه ، كنت أسير معه الى تلك المدرسة و كان سعيدا بحياته الجديدة و كنت سعيدا بوجوده في حياتي ، صاح أحدهم بأعلى صوته : محمد ! محمد !
ظهر شاب في منتصف الثلاثينيات ، ضم ابني علي بشدة و بكى بهستيريا ، حاولت ان ابعده عن ابني علي لكن علي كان هو أيضا يضمه و يبكي ، حينها نطق علي : أبي أبي !
ابعدته عنه و صحت في وجه الرجل : ليس محمد بل علي انه علي الا تفهم ان اسمه علي ؟! علي أقول لك علي ألا تفهم ؟!
قال :انه محمد ابني الذي ضاع مني ، مر شهران و نحن لا ننام الليل نقلب كل ركن من اركان المدينة نبحث عنه ، " الحمد لله الحمد لك رب على كرمك " دعا ربه و كان يبكي بحرقة ، هرب علي و اختبأ خلف الرجل و كأنه لم يعد يعرفني !
حتى انت يا علي ؟
نطق علي الا أنه لم يشأ أن ينطق الا مع أبيه الحقيقي لا مع حطام انسان ..
حتى علي ابني الوحيد اكتشفت انه ليس ابني ....
حتى علي ابني الوحيد تركني لوحدي لأواجه العالم الأسود ...
حتى أنت يا علي كنت سرابا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" المال يستر رذيلة الأغنياء و الفقر يغطي فضيلة الفقراء"
أمير المؤمنين علي (ع)
" أبصر الناس من أبصر عيوبه ، و أقلع عن ذنوبه "
أمير المؤمنين علي (ع)
" أعظم الجهل جهل الانسان أمر نفسه "
أمير المؤمنين علي (ع)

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

Street fighter مو مستشفى !



ظاهرة الاعتداء على "الطبيب" في المستشفى مشهد بشع بدأ يتكرر و أخشى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه خبرا اعتياديا نقرأه في الصفحات الأخيرة من الصحف اليومية.
كلما وقعت تلك الحادثة سارع الجميع مستنكرا و منددا من خلال وسائل الإعلام المختلفة و في المقابل لا يزال ذلك المرض "المعدي" ينتقل بين المستشفيات بين فترة و أخرى بلا علاج فعال ، فهل التنديد و الشجب و الاستنكار سيردع المعتدي ؟
كانت تحررت القدس منذ خمسين سنة !
من المخطئ ؟ بالطبع المعتدي هو المذنب الأول و الأخير في القضية لكنني لا ألقي باللوم في تلك الحوادث على المعتدين فقط ، هناك أطباء يتحملون جانبا من اللوم ، لكن علينا ألا ننسى أن الطبيب إنسان و ليس رجلا آليا لا يخطئ و لا يتعب ، فالطبيب يتعرض في مهنته لضغوط هائلة قد تدفعه للتصرف بطريقة قد لا تعجب البعض لكن هذا لا يبرر بأي طريقة العودة إلى عهد إنسان الكهف و إتباع الوسائل الهمجية !
الموضوع يحتاج لتحرك كبير و واسع على مختلف الأصعدة ، مجلس الأمة وزارة الداخلية و الجمعية الطبية جهات تقع عليها المسؤولية و مطالبة بدور فعال لحل المشكلة.
دواء هذا المرض ليس معقداو لا يحتاج استشارة أو عرض على لجنة العلاج بالخارج !
فليكن هناك موقف حازم من وزارة الداخلية و ليعاقب بأسرع وقت المعتدون و سنرى ان شالله اختفاء الظاهرة البغيضة ، أما التلكؤ و التهاون فسيفاقم المشكلة و يرجعنا الى الخلف.
المسؤولية لا تقتصر على أضلاع المثلث المذكورون في الأعلى ، فأي شريف لا يرضى بوقوع الظلم على كائن من كان طبيبا كان أو عامل نظافة لا فرق ، نعم إنها مسؤولية الجميع و لا بد للجميع أن "يفعل" ثم يتكلم و يشجب كما يحلو له لا العكس.
قبل دراسة الأسباب و التحليل و التفسير فلنعالج المشكلة .

عالجوا انفلونزا الخنازير و عالجوا انفلونزا الهمجية في المستشفيات !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


" إن الناس إذا رأوا الظالم ، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه "
النبي محمد (ص)

الخميس، 8 أكتوبر 2009

كارثة المفاعل أحمد نوبل !



من منا لم يسمع بكارثة مفاعل شرنوبل الشهيرة و التي عبرت مآسيها الحدود الوهمية للدول متخطية الاتحاد السوفييتي سابقا لتصل الى دول اخرى – اتذكر مدرس الاجتماعيات يقول : السحابة الاشعاعية التي نتجت من المفاعل عبرت دولا اوروبية و أثارت هلعا و رعبا هناك – و تسببت هذه الكارثة و تسرب الاشعاعات في ظهور السرطانات و التشوهات الأخلاقية عفوا الخلقية فالتشوهات الأخلاقية موجودة أصلا عندهم، حيث كانت تلك الكارثة كرسمة فوضوية كبيرة رسمتها الأيدي الانسانية و من تحت تلك الرسمة كانت الآية تفسر ما حدث : "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس"
أما كارثة مفاعل أحمد نوبل فقصة أخرى !
و كمقدمة لفهم الامور فانك عزيزي القاريء يجب أن تعرف أن وجود أحمد نوبل في المطبخ يشبه تواجد دكتورنا اللي بالجامعة الأمريكي ذو العيون الزرقاء و الشعر الذهبي و البدلة الأنيقة و الكرفتة في مطعم "مندي" في الفروانية !
الشخص الخطأ في المكان الخطأ و يومها كان في الوقت الخطأ ...
فأحمد نوبل لا يتقن من فنون الطبخ شيئا و اذا كان الاعتراف بالحق فضيلة ، ان صح التعبير فان الشيء الوحيد الذي يستطيع احمد نوبل اعداده في المطبخ طبق شهي مكون من البيض المقلي و في مرة جرب يسوي "همبرغر" و نجحت "التجربة" !
هذه حدود قدرات احمد نوبل في الطبخ لذلك فانه لن يتفلسف و يحاول إعداد شيء جديد ، إلا أن "الشيف" هذه المرة أخفق حتى في الشيء الوحيد الذي يتقنه !
"خيم الليل" كما يقول العفاسي في احدى أناشيده الفائتة و نامت جميع العيون و كان الجوع كافرا و كانت أصوات معدتي تزقزق !
فتحت الثلاجة فوجدت ضوء الثلاجة مسلطا على بضع بيضات ، كأنها رسالة غيبية تقول عشاك اليوم بيض مقلي أو هكذا أنا فهمت في البداية!
بطلت الرف بالمطبخ و فتشت عن الزيت فوجدت وعاء فيه زيت و شكله "خوش" زيت زيتون أصلي !
فأخذت الوعاء و سكبت مقدارا مناسبا على المقلاة "الستان ستيل" التي لا يلتصق فيها الأكل و لا تسبب السرطان كما تقول مريم نور المو مينونة و اللي تبينا نعيش بدون مكيفات عشان نكون أقرب حق الطبيعة و جوها بس لو تزورينا بالكويت و تطلعين برا و تحاولين تقربين من الطبيعة عندنا !
المهم في الموضوع أنني كسرت البيض و "تترك على النار لمدة خمس دقائق حتى تكون جاهزة للتقديم" :P
بسم الله الرحمن الرحيم لقمة أولى ، هناك شيء غريب في الطبخة !
لقمة أخرى لنتأكد ، البيض فيه طعم مر ! شسالفة ؟!
حل اللغز كان في اليوم التالي ...
و لا تحتاج لأن تكون شارلك هولمز أو لكونان لكي تكتشف خيوط أدلة الجريمة التي ارتكبتها أيدي أحمد نوبل !

أحمد نوبل للخدامة: هذا البيض من زمان بالثلاجة ؟!
الخدامة: لا جديد !
أحمد نوبل : عيل ليش لمن سويته طلع في طعم ؟
نظرة واحدة من الخدامة لتستنبط حل الأحجية ، تلاحظ وعاء الزيت و تكتشف الكارثة بعد فوات الأوان : أحمد هذا مو زيت هذا صابون مال صحون !
في هذه اللحظة و لا أدري ما قصة التوقيت بدأت أشعر بألم في معدتي !
رغم أنه مر يوم كامل على الحادثة .
و أنا أقول يا ربي ليش لمن البيض كان على النار قام تطلع منا رغوة ؟!
عاد حلمي أتعلم أسوي معكرونة بالباشميل بس أعتقد أن هذا الحلم لو تحقق في يوم من الأيام راح يكون ثامن أعجوبة من عجائب الدنيا و الله أعلم ...!
تبقى ملحوظة: محد تشمت فيني بالبيت ، و محد قال : أحمد ! مشتهين على العشا بيض بدون صابون صحون لو سمحت !
صج لي قالو يوما لك و يوم عليك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تفرح بسقوط غيرك فانك لا تدري ما تضمر لك الأيام
أمير المؤمنين علي (ع)

الاخفاق أساس النجاح
لاوتسو

هناك شخص واحد لم يذق طعم الفشل في حياته : انه الرجل الذي يعيش بلا هدف
سوفوكليس

تعلمت فن الانتصار من الفشل و الانكسارات
سيمون بوليفار

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

ما يطلبه ... المدونون ؟!

لدي هواية لم اشارك بها الكثير من الناس
البداية كانت بالعطلة الصيفية و كنت أخشى أن يمر شهر او أثنين و اكتشف ان هذي الهواية مجرد "هبة" !
لكن تفاجأت أنها لحد اللآن موجودة و لا زالت تنمو ...
خلوني اعرض عليكم قطرة من فيض الموهبة P:
و عطوني رأيكم و صوتو لاحسن مقطوعة تعجبكم (جني صدقت عمري !)

و ترى كل اللي تسمعونه من عزف " ايديا و حياة عينية " !


اعتذر لرداءة الصوت و ذلك لاني للحين ما شريت جهاز التسجيل اللي ينقل من البيانو للكمبيوتر مباشرة و اللي سعره بس 200 دينار ... خوفكم تطلع هبة و يطيح بجبدي الجهاز !
شرايكم يسوى ؟

طبعا عنوان الموضوع يوحي بطريقة أو باخرى ان الموسيقار اللي اهوا أنا P: راح يلبي جميع الطلبات طبعا انتو تامرون أمر بس الله يخليكم لا توهقوني @@