الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008


قد ضللت الطريق
و بت لا أعرف لمن هذا الوجه المنعكس على متن المياه التي أمامي
أين أنا و من أين أتيت ؟
ربما من تلك النجوم سقطت
إلى هذا المكان القاحل أبحث عن أجوبة
ربما مت و أنا الآن في العالم الآخر
لا مستحيل!
أنا لم أمت لازلت على قيد الحياة
ليس لأنني لازلت أتنفس الهواء
و ليس لأنني أشعر بقلبي يخفق بين جوانحي
بل لأنني لا أزال أشعر بالشيء الوحيد
الذي يذكرني بالحياة...بالألم
فجأة غطتني موجة أتت من حيث لا أدري
استيقظت على ضفة شاطئ مظلم
ما هذه الجزيرة ؟
هل يسكنها أحد ؟
لا أرى شيئا حولي
ناديت بأعلى صوتي أيها الناس أنقذوني
لم يجبني أحد
نظرت الى السماء حتى الشمس التي ترسل نورها و دفئها للجميع
تخلت عني
أين أنا و من أين اتيت ؟
لازلت لا أعرف الجواب
هل أنا مسجون هنا لجريمة بشعة اقترفتها ؟
ليتني كنت أدري
و أصبحت كهذه الجزيرة محاطا باليأس
يا ربي أنقذني من الهلاك
يا رب أنقذني
مع أول دمعة سقطت
هبت رياح قوية أبعدت كل السواد الذي غطى وجه الشمس
لمع بريق الأمل في عيني حين رأيت الشمس من جديد
وجدت نفسي محاطا بملايين المرايا التي غطت الجزيرة
لا يوجد تراب أو أشجار أو أنهار
لا يوجد شيء غير تلك المرايا
البعض منها سليم و البعض مهشم
تفحصتها جيدا
و صدمت حين رأيتها تعكس صور حياتي
حاولت أن أسير بين المرايا
لم أجد الطريق
فكل الصور من حياتي متشابهة
طفل صغير ملقى وسط ظلام دامس
و صرخات ألم
طفل ينادي اسم أمه
لكنها لا تجيبه
يشعر أن امه تسمعه من بعيد
بقلبها
فيشكو لها يأسه
استيقظت على صوت دافيء
بني قم بنا نمشي قليلا
وقفت أمام المرآة
لكي أتذكر من أنا !
فأنا لست الشخص نفسه الذي عرفته و الذي عرفه الجميع
رحت أتذكر كلام أمي حينما رأتني أخرج من المعتقل
أنت علي ؟
بكت وبحرقة أم خسرت ابنها
أين علي الصغير أرجعوا لي طفلي علي
نظرت من النافذة الشارع خال
على جانب الشارع دمية ملقية على الأرض منسية
لطفل تركها و راح يبحث عن حجر يرميه
الدمية تبدو و كأنها قد قتلت و في عينها دمعة... تجسدت فيها طفولتي ...
كنت كالجزيرة المهجورة
محاطا بالبؤس من كل الجهات
سنين مرت و أنا في المعتقل
كأنني دخلت غيبوبة لمدة عشرين سنة
و استيقظت لأكتشف أنني صرت غريبا بين أهلي
بني تعال معي
نسترجع لحظات سعيدة تمردت على النسيان
هذه الشجرة هل تراها ؟
توارثها أجدادك حتى وصلت لوالدك
قالت أمي
و يوما ما ستكون لك
نظرت اليها لا زالت صامدة
تبكي .... على أناس رحلوا
تحاول أن تشكو لكن لا يفهمها أحد
و أنا الوحيد الذي فهمت
لأنني في السجن تعلمت لغة الأنين
و لم يشأ طريق الأسى أن ينتهي ...
في اليوم التالي
طلبوا منا المغادرة
خذوا معكم كل شيء حتى قطعة الخشب البالية هذه
و أشاروا نحو الشجرة
قررت العائلة أن تهاجر الى مكان بعيد حيث لا يوجد ألم و مآسي
لكنني رفضت
عند شجرة الزيتون أعلنت عصياني
رجاء أمه لم يزحزحه
يا ولدي قم بنا لنعيش ما تبقى من فتات السنين
هنا جنتي امي سامحيني
لم يعرفوا من أين انطلق الرصاص
سقط على الأرض
وسط بحيرة الدم كانت شجرة الزيتون تبتسم
لأن الفتى مثلها صمد
رغم قسوة الحياة

السبت، 13 سبتمبر 2008


حين تهل ابتسامتي للآخرين
فانهم لا يعرفون أنني في الحقيقة أبكي
و حين أمشي مع الأحبة في الطريق
لا يعرفون أنني أمضي وحيد
أعيش في عالمي أعد الثواني
أحن للأيام السعيدة
أمر على قبور الذين فقدتهم
تبدو صامتة
أنظر اليها و تنظر الي
تريد الكلام لكنها لا تستطيع
تريد أن تقول كم هي مشتاقة
فأقول لها لم يبق الكثير

الجمعة، 12 سبتمبر 2008



هو أخطأ و جرحها
هي لم ترد إلا اعتذار
هو كان يعيش في قصر من السراب على قمة
ينظر منها إلى الأسفل حيث الناس
أراد الاعتذار لكن كلمة آسف ثقيلة في ميزان الكبرياء
أراد أن يرجع كل شيء كما كان بلا الاعتذار
لكنها لن تتنازل
حتى يدرك في وعيه أنه يخطئ كالبقية
كتب لها على ورقة و استطاع بطريقة أن ينتشل كلمة "آسف" من غروره
راح يراقبها من بعيد و هي تمشي تنثر سحرها لمن حولها
ابتسم لا إراديا و تبخرت بحار حب النفس
رآها تكلم أحدهم
غضب فمزق الورقة و ألقاها من قصره
أمام المرآة راح يردد سامحيني لقد أخطأت
الاعتذار لا يبدو بشعا كما تصور
بل بطريقة ما رأى فيه جمالا
تذكرها و هي تكلم ذاك الشخص
فقال في نفسه ليس من سبب يدعو للاعتذار !
في النهار التالي
رآها و رأته و لم يكن هناك كلام
فقط نظرات متبادلة
كانت كل نظراته كلام
و كانت كل نظراتها كلام
من نظراته قرأت أنه جاهز للاعتذار
من نظراتها قرأ أنها تنازلت عن الاعتذار
عندما يحين الوقت فان الحب يتدخل ليكمل النواقص فينا و يزيل كل العوائق