الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

عازف البيانو



كان جالسا على طاولة البيانو ينثر سحره
يداه تتحركان كنبضات قلب


يدخل الجمهور الى عالم الامنيات حيث تتحقق و لوهلة احلام حياتهم


كانت أنغامه بحرا و كانوا فيها يبحرون


لكنهم في الحقيقة لم يروا اعماق نغماته رغم أنهم غرقوا في بحرها


نغمات رسمت في الهواء وجها غير واضح المعالم على خده دمعة سقطت على الأرض ، عليها ظهر انعكاس رسالة :


"لن أنتظر الى الأبد "


كانت تلك الرسالة و وردا في باقة ملقية على الارض هو الذي انعزف لا نغمات ، كان أنينا و صرخات


انتهت المقطوعة


تصفيق حار و لاتزال تسمع أنامله بنعومة تلامس مفاتيح البيانو
رحل الجمهور سعداء أما هو فعاد للعزف
دخلت أمه بحجابها و عباءتها ، قبلته لكنه لم يتوقف عن العزف و كأنها لم تكن موجودة !
" أنا أعرف أنك تسمعني جيدا و تعرف أنني لست راضية عن زواجك منها و تعرف أن رضا الوالدين من رضا الله "
لم يرد عليها ، أغمض عينه و واصل عزفه ...
دخل رجل بلحية سوداء خالطها بعض الشيب، على جبهته أثر السجود و قال : بني لا تحزن ، كل شيء قسمة و نصيب .
أكمل عزفه كما أكمل ملايين الخطوات في صحراء الحياة رغم قسوتها
دخلت "هي" تعثر في نغمتين اثنتين لكنه واصل
فهو لم يستطع اخفاء ما بداخله حتى في نغماته
لم يستطع اخفاء كلمة من حرفين دائما ما نتعثر في قولها لأحدهم !
ظلت موجودة تنتظر و تنتظر لكنه أكمل


عن يمينه يقفان : نعلم أنك ستفعل الصواب ، كما ربيناك


هي كانت تقف عن شماله : ان كان كل الذي قلته صدقا ، انت سميت ما كان بيننا حب القدر و تعلم أننا خلقنا لبعض


كان يقف بينهم في ميزان حير قلبه و عقله


و هو لا يزال في متاهات الميزان يعزف ماتت أضواء المسرح ببطء
اختفى ملاك حياته و السبب الذي من أجله كل نبضة من قلبه نبضت ، ابتلعها النسيان ، فالأيام تستطيع أن تقتل حبا
هم أيضا اختفوا ، ابتلعهم ظلام الموت
حنانهم قبلاتهم أيديهم التي أمسكت به مع أول خطوة في هذه الحياة و الآن كما الطائر يستطيع أن يطير لوحده ... هكذا قرر القدر


لكنه أكمل العزف


لأن عازف البيانو لا يعزف موسيقى بل هو يروي حكاية
يروي و لا يسمعه أحد ... لذلك يواصل عزفه متأملا قدوم شخص يسمع
قابع في متاهة ليس لها مخرج
أرضها بالأبيض و الأسود و جدرانها أنغام حزينة
لم يستطع أن يتزوجها لأن أهله رفضوا و لم يستطع أن يتزوج غيرها لأن قلبه رفض


انتهى العزف اختفى المسرح !
فتح عينه و وجد نفسه وحيدا قد عاد الى بيته القديم المهجور بالبيانو المهتريء الذي زين يوما ما صالة الضيوف !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"لا شيء يصيرنا عظماء مثل الألم العظيم "

أحمد أمين

"ان آلامك لا تقل روعة عن أفراحك "

جبران خليل جبران

"من لا يعرف الحب لا يعرف ما هو الألم "

توماس

"كيف يضحك المرج ان لم يبك السحاب ؟

و هل ينال الطفل اللبن بغير بكاء ؟!

جلال الدين الرومي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل عام و انتو بخير و تقبل الله أعمالكم .... ها جم حصلتو عيدية ؟!

P:

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

كل عام و انت بخير ,,
ينعاد علينا و عليك ,,

كم ابدعت هنا ,,
كلماتك اخذتني الى تلك القاعة الخاوية ,,
تأملت المشاهد بعمق ,,
كان بودي ان يتغير مسار القصه للافضل ,,
لكن الاقدار لا تنتظر ,,

اشكر احرفك و مشاركتك النبيلة لابداعك ,,
دمت بخير ^^

الوتيــــــــــن يقول...

عدت والعود أحمد يا أحمد

وعاد الطابع الحزين الجميل .. وهالمره مع البيانو والحزن الدفين.. صحيح أن الحب جميل وألمه جميل لكننا نتعلم منه الكثير فكما قلت الألم يولد النجاح كما في تجارب الحب

والله بخصوص العيديه يقولون يقولون كبرت عالعيديه .. بس ستل آخذ عيادي من اخواني .. ماقتلهم اهم ناسيين اني موظفه هاهاهاي وناسه

حصلت عيادي 30 .. عازمتكم عالسينما على فلم ألف مبروك خن أغثكم شوي :9

كل عام وانتا بخير عزيزي

فاطمــه يقول...

كلام جميل ومعبر :)

تقبل مروري الأول :p

ينعاد عليك بالصحه والعافية يا رب
للأسف الي معيدين في لندن ما حصلوا عيادي
إلا من ماما الله يحفظها :P

JiBLa CiTY يقول...

بالماينس
-

a7mad Nabeel يقول...

أسيرة اللوحة
ـــــــــــ
و انت بخير و صحة و سلامة
شكرا على المرور يسعدني هذا التأمل فعلا كما ذكرت الاقدار لا تنتظر
:)


الوتين
ـــــ
شكرا على الترحيب و على مرورج اللي تتزين فيه هالمدونة

موظفة و تاخذ عيادي ؟
حطي بالج لا يدرون بعدين يطالبونج بفلوس كل الاعياد السابقة و تعلنين افلاسج
P:


faith
ـــــ
علينا و عليج
نورتي المدونة

و تردين بالسلامة ان شالله :)


jibla city
ــــــــــ
انتم السابقون و نحن اللاحقون =(