السبت، 29 يناير 2011

نهر من حزن


على الجسر كنت انظر للنهر

عليه انعكاس لوجه صرت لا اعرفه كان وجهي في يوم من الايام !

و ليته كما يرينا وجوهنا يرينا القلوب
لاتأكد انني لازلت املك واحدا !
فربما فقدته و صرت روحا ضائعة تهيم تائهة بحثا عن هويتها في زحمة الناس

اين ينتهي هذا النهر ؟

لا ادري

تمنيت لو كنت أنا نهرا !
صاف لا تدنسني الدنيا بالوحل و لا اتأثر بملوحة من حولي و لو كانت ملوحة بحر واسع !

ما هذا ؟؟
لم يبكي هذا النهر ؟!
ربما هو وحيد ، قالت احدى الأصوات التي في داخلي !
ربما هجره الجميع لانه الوحيد الذي يقول الحقيقة في زمن لا وجود فيه الا للخداع ، قال صوت آخر !
لا تبك فانت لست وحيدا و لا تحزن ان القوا بقمامتهم عليك !

و واصل جريانك كما كنت تفعل من قبل منذ ان خلقك الله

واصل مسيرك و لا تتوقف
ستصادف غرائب و عجائب في الطريق
منهم من سيقول لك انك لست عذبا كما تتدعي
منهم من سيقول انك لست نهرا و انما بقايا مطر !
منهم من سيقول انك ستجف يوما
اكمل مسيرك
و لا تلتفت للخلف
قيل و قال ليس اكثر ، ألا تعرف البشر ؟

ماذا تقول ؟!
نعم نعم اني اسمعك !

اني اسمع شكواك و انني ادري انك تسمع غناء روحي الحزينة

و انا ادري انك لست كبقية الانهار ... بلا روح

فأنا أرى بوضوح
ارواحا حزينة لناس تجري فيك
تبعث الحياة في مياهك الشفافة
و تكون أحجارك الناعمة
ارواح تركت اجساد اصحابها و التقت هنا
ارواح لناس لم يعرفوا السعادة في هذه الحياة
تنتظر بفارغ الصبر اللقاء مع الذين تحب
لا تفقد الامل ايها النهر الحزين
فربما في النهاية ستجد حلمك الضائع و توصل هذه الارواح الى بحر السعادة

صاح احدهم :
"انتهت الرحلة الى الصحراء !
الجميع الى الحافلة سنعود الآن " صاح المسؤول ذو اللباس الأبيض ،
و عاد الجميع الى .... المستشفى !

ــــــــــــــــــــــــــ

"الهم نصف الهرم "
الامام علي (ع)

"ما انبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه من أن ينشد اغنية مع القلوب الفرحة "
جبران

1 التعليقات:

سلة ميوّة يقول...

((تمنيت لو كنت أنا نهرا !))


استوقفتني هذه الجملة..
ان تتمنى ان تكون نهرا امرا عظيم...
فالنهر...يحمل كل شيء!
يحمل المخلوقات في كنفه..بهمومهم..بافاقهم...يحمل مراكب مشاعرنا....و حتماً يحمل آلامنا...



استمتع بعودتك دوما...
فانت تأتي بكل مره بعد غياب..
بما يلجم العتب...ويجعل مسائي اجمل


كن بخير

ودّي