دخل الامام علي بن أبي طالب- عليه السلام- على زوجته فاطمة الزهراء - عليها السلام - بنت خير البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله و سلم فرآها تستاك بسواك من أراك فقال لها في بيتين عجيبين :
حظيت يا عود الأراك بثغرها *** أما خفت يا عود أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك *** ما فاز مني يا سواك سواك
الأربعاء، 1 ديسمبر 2010
أبيات شعر عجيبة
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 10:24 م 7 التعليقات
الجمعة، 29 أكتوبر 2010
قلادة من صدف البحر
في البحر ...
في وسط البحر ، حيث لا ترى اليابسة ، مركب مهجور ، مستسلم للأمواج ، تائه يبحث عن جواب
لم لم يصل من على متنه حيث أراد ؟
في البحر ...
في وسط البحر
مطر كثيف ، غسل المركب المهجور ...
السماء تبكي عليه ، أما البحر فكان صامتا
أليس هو نفسه البحر الذي كان هائجا قبل ساعة ؟
أليس هو نفسه البحر الذي أغرقه ؟
ما باله يستقبل دموع السماء بأعماقه بصمت حزين ؟
فهل يحزن الكون على حب مقتول ؟
لم لا ؟!
فالحب كما هو منذ آلاف السنين لم يتغير ، لغة مشتركة تفهمها الكائنات ، كما تفهمها الطبيعة ، كما يفهمها القلب النقي من دون لغة أو شرح
لأن الحب معراج البشر نحو الكمال
لأن الحب هو الوعي الذي إن تغلغل في أي شيء ، دبت فيه الحياة
الحب ... باختصار ... انه "الحب"
لكن نداء القدر لا بد من تلبيته و العمر مكتوب ...
عودة بالزمن للوراء
ها هي العاصفة تقلب مركبه ، تغرقه و يهبط لأعماق البحر ، و العجيب أنه لم يكن يبال ، فقد كان يهبط للأعماق بعيون حزينة غير عابئ بالموت لأن ابن البحر لا بد أن يعود يوما ما له
انتهت الحياة ليس مهم ، لكن الأهم هو أنه لم يحقق حلمه
فهو لم يعثر عليها
في اللحظات الأخيرة ، حتى في اللحظات الأخيرة لم يتغير ، لم يفقد الأمل ، حتى و هو يغرق ...
تمنى أن تستطيع روحه أن تكمل السفر إلى حيث كان يسافر
فالموت ليس النهاية انما هو جسر لحياة أخرى
عودة بالزمن للوراء
رسالة ... يمسكها بيده و يقرؤها للمرة الألف ، يتمنى لو كانت كابوسا مجرد كابوس
انه الوداع ، "لن نستطيع اللقاء مرة أخرى" هكذا أرادوا
في ظلمة الليل ، البحر أسود و دمعه كذلك ، عم الصمت أرجاء الكون ، كان يبكيها و يتحسر على حظه
يعتقد أنه وحيد و لا يسمع أنينه أحد ... لكنه مخطئ
نظر الى السماء ، كأن جزءا من وجه المستقبل كشف عنه وشاح الزمن
تساءل : كيف ستكونين مع رجل آخر ؟
قرر أن يلحق بها حتى لو سافرت لنهاية الأرض ، حيث ينتهي البحر كما اعتقد!
حيث تتقاطع السماء مع الأرض كما اعتقد
حيث وعدها بأن يأخذها يوما ما إلى ذاك المكان "نهاية الأرض"
هناك ، عند نهاية البحر ، سيسبح مركبهما بالهواء إلى إحدى النجوم بعيدا عن كل العيون
هناك هو المكان ، هناك حيث حلم حياته يقبع ، ينتظر وصولهما
هناك حيث سيخبرها بالكلام الذي لم يسمعه أحد من قبل
بالكلمات التي رددها مئات المرات أمام النجوم و لم يسمعه أحد
لكن قدره أن يصعد المركب وحيدا و أن لا يصل إلى حيث أراد و ألا يسمع كلامه أحد ..
عودة للزمن للوراء
هل نستطيع أن نعاند القدر ؟؟؟
بعض الأحيان يخبرك القلب أن تفعل و يخبرك العقل أن تفعل
اختر قلبك دائما مهما كانت النتيجة ... على الأقل أنت حاولت ، ألا يكفي أنك ضحيت من أجل عيون الحبيب ؟
قد لا تصل ، لكن هل تستطيع أن تتخيل ماذا سيحدث لو وصلت ؟
صعد مركب أبيه صياد البحر الفقير ... و عاد للبحر
يجدف بلا كلل ، بلا توقف ...
جدف و جدف و جدف و الدمع على خده يلمع تحت ضوء القمر ، غير أن عينه الدامعة لم تكن ترى القمر
فعيونه التي أعياها السهر لم تكن ترى غير وجهها الدري متعلقا بالسماء مكان القمر ، أما النجوم من حولها فكانت تزفها له
جدف ضد الأمواج و نبض قلبه المجروح لم يوقفه ملح البحر
جدف لأنه منذ أن عرف الحب لا يستطيع أن يعود لزمن " ما قبل الحب "
لأن الحب هو قمة التضحية
و هو الذي يحول كياننا الذي كان فيما مضى غير قابل للمس الى وشاح شفاف نقي كالنهر ...
لأن الحب يغير مجرى الكون
فيغدو قلب الحبيب هو المركز الذي يدور في فلكه كل شيء ، كل شيء
فلا يصبح الألم و السهر و العطش شيئا يذكر ... مقابل لحظة مع عيون الحبيب
الحب ... آه كيف أشرح ؟ انه باختصار "الحب "
عودة بالزمن للوراء
على الشاطئ ، ها هو يعطيها قلادة من صدف البحر صنعها لها
بارتباك قال :" أريد أن تتذكريني كلما نظرتي للقلادة "
نظرت إليه و ابتسمت و عم الصمت بينهما
أجمل صمت رآه في حياته ، أجمل صمت رأته في حياتها
صمت خلف الكواليس كان موج البحر يعزف و طير النورس أجمل انشودة
نظرت اليه و ابتسمت و عندما ابتسمت تغير كل شيء ، دبت الشجاعة في قلبه
فصار ابن الصياد بمركبه المتواضع فارسا ، فرسه ذاك المركب الذي يصارع الأمواج
حتى لو كان صيادا متواضعا هي كانت تراه فارسا و ما هو أهم من رسمتنا المنقوشة على قلب الحبيب ؟
فنظرة الحبيب لنا تغير الواقع ، انه الحب يا عزيزي ...
عندما ابتسمت تغير كل شيء ، دبت الشجاعة في قلبه
كان مرتبكا في البداية لكنه الآن صار فارسا ، قال لها بثقة: " قربي الصدفة من أذنيك و اسمعي صوت الرياح الآتية من البحر
هل تعرفين ماذا تقول ؟
نظر في عينيها العسليتين و جاوب سؤاله بنفسه :" إنها تقول انك أجمل من رأت ، و أنني أكثرهم حظا لأنني الآن أقف بقربك "
رفعت حاجبيها ، باستغراب و مشاكسة : لكن كيف لك أن تفهم لغة صدف البحر ؟
ضرب بكفه على صدره و قال ساخرا : " لا يفهمها الا ابن البحر " !
في غرفة مظلمة حيث لا يرى شيء ، لم يكن في الكون يسمع غير صدى أصوات تتهامس :
" لا تخافوا عليها ، السنين كفيلة بأن تنسيها ابن الصياد ، حتما ستلتقي برجل من مثلنا و تعيش سعيدة ، انها سنة الحياة"
سنة الحياة ؟
كيف لهؤلاء أن يفهموا سنن الحياة
و هم يعيشون حياتهم بالأبيض و الأسود ؟!
ألا يعلمون أن الحب هو ريشة الحياة التي تلون أزهار الربيع ؟
و أن الحب هو السكر الذائب في أعماق الروح ؟ فلا ينفصلان عن بعضهما
ان الحب هو سنة الحياة و هو السبب الذي من أجله خلق الله الكون
عادت بعد سنين طويلة ، الكوخ الصغير حيث عاش هو قريبا من البحر
لم تجد في الكوخ الحزين غير أطلال
ها هو الشاطئ
حيث التقيا لأول مرة
سألت : "أين هم أصحاب الكوخ"
" لقد هاجروا يا ابنتي ، سنة الحياة !"
ظنت أنه نسيها و أن كل منهما سار في دربه ، و " تستمر الحياة " ، هكذا ظنت ...
نظرت للبحر نظرة طويلة
يا ترى ماذا كانت تقول للبحر ؟
هبت رياح من جهة البحر
أخرجت القلادة و قربت الصدفة من أذنها
بالكاد يسمع صوت خافت
لحن حزين
هل كانت روحه هي التي تعزف ؟
أم انه البحر ؟
أم أنها مجرد رياح هبت "صدفة" ؟؟
__________________________
__________________________
" لو تطلعت الى ما مضى من حياتك ستجد أن اللحظات التي عشتها حقا هي اللحظات التي فعلت فيها شيئا بروح الحب
هنري درمنز (1851-1896(
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 4:47 ص 12 التعليقات
الخميس، 21 أكتوبر 2010
هل تشعر بالحزن ؟
الطريق مظلم لكننا نسير بعضنا يجد على جانب الطريق أحجارا ملقية ، بعضنا يعتقد أنها جواهر ، بعضنا يرى أنها مجرد حجر ! أعتقد أنني عثرت على جوهرة صغيرة في حياتي هي بالفعل هذا الكلام الذي قاله رئيس شركة أبل في خطبة له بمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلاب جامعة ستانفورد
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 4:16 م 2 التعليقات
الجمعة، 10 سبتمبر 2010
عدنا ... مع الاعتذار
مع بدء عطلتي الصيفية يبدو أن القلم أيضا قرر أن يأخذ عطلة !
غريب أمر ذاك القلم فهو لا ينشط و لا يتخلخل فيه الالهام الا في الأوقات الحرجة كفترة الامتحانات مثلا !!!
اذن هي العودة الى الدوام و الى الكتابة و عالم التدوين الجميل
مع الاعتذار عن هذا الانقطاع المفاجيء
كل عام و انتم بخير و تقبل الله طاعتكم
:)
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 9:15 م 3 التعليقات
الأحد، 30 مايو 2010
من عزف ايديا و حياة عينيا !
السلام عليكم :)
شلونكم شخباركم ؟
ما مليتوا من القصص ؟؟!
أنا الصراحة مليت و كنوع من التغيير اخترت لكم مقطوعات موسيقية "من عزف ايديا و حياة عينيا " ان شالله تعجبكم
عطونا رايكم و اي وحده عجبتكم أكثر مع الاعتذار عن رداءة الصوت و بعض الغلطات ( الغير مقصودة ) ملاحظة : لا تنسون تطفون موسيقى brave heart
و رجاء لمن تسمعون العزف لحد يبجي !!
P:
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 10:20 م 9 التعليقات
الجمعة، 14 مايو 2010
ماذا يوجد في القمة ؟
من هؤلاء القلة من فشل و عاد أدراجه
من هؤلاء من مات قبل أن يصل
لكن الموت لم يستثن المستسلمين "للقدر" المتواجدين طوال حياتهم عند السفوح
ماتوا و تساؤلات صامتة أخفوها في أنفسهم
"ماذا لو حاولت الصعود ؟"
" ماذا يوجد هناك في القمة ؟"
كانت الأجمل بينهم ، كانت أجمل من رأيت
كلنا تمنينا أن نفوز بقلبها لكن أحدا منا لم يتجرأ أن يحاول ...
كل الرجال ظنوا أن الجمال يعني الغرور
الجمال يعني الفشل هكذا قال لنا المنطق !
اعتقدنا أن جمالها الأخاذ لا يمكن أن يناله شخص عادي ....
لأن الجمال في هذه الأيام قناع ليس أكثر
لروح مشوهة
لأن الجمال شجرة ذات أشواك تعيش على المال و زخارف الدنيا
فان لم نرويها تحولت الشجرة إعصارا مدمر كما دمر حياة الكثيرين
هذه حقيقة الجمال
هكذا كانت نظرة الناس معظم الناس و أهلي منهم
هكذا أخبرني أهلي عندما جلسوا معي ليثنوني عنها
"انظر لزوجة خالك الجميلة ماذا فعلت به و بنا" خبرتنا بالحياة هي التي علمتنا
انظر لخالك الثاني و زوجته "العادية الجمال" لكن المتدينة المحترمة الخلوقة انظر كيف تربي أطفالها كيف تهتم بزوجها انظر اليهم كم هم مرتاحون
تساءلت في نفسي (لكن هل هم سعداء ؟ )
الجمال يزول و تبقى الاخلاق
كنت أثق بأهلي كل الثقة لأنني أؤمن بأنهم عاشوا تجارب أكثر
تخليت عن الحلم ...
شاءت الصدفة أن نوزع كلنا في مجموعات في العمل و كل مجموعة تضم شخصين و كنت أنا و هي في مجموعة عمل واحدة
"ابتسمت الدنيا" هكذا قال الصوت الثائر في نفسي على كل قوانين الناس و الأهل و تجارب الحياة
"فرصة لأرى كم أن جمالها قناع ليس الا" قال الصوت الخاضع للحياة داخل نفسي المضاد للصوت الأول
كلما غابت عن ناظري انتصر الصوت الخاضع
كلما رأيتها خفت الصوت و راح الصوت الثائر يهمس في روحي
وسط صراع الأصوات في روحي
تارة أرى عيونها في السماء فأقف متحيرا أمام السماء
أدقق لأكتشف أنه القمر و ليس عيونها
بلا ارادتي يتحرك القلم ليكتب شعرا من وحي تلك العيون
تارة أتخيلها تنتظر في جنة عند قمة جبل شاهق الارتفاع
أتخيل أن أهلي و الناس و هذا العالم هم من بنوا الجبل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبت عنها الكثير
كنت حزينا متحسرا لأنها لن تقرأ ما كتبت
فلماذا أكتب ؟!
هل من أحد يسمعني ؟
هل من أحد ستصله أمواج أحاسيسي الآتية مع مد الكلمات ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت : " الى اللقاء " و تبسمت و ورفرت يدها كما يرفرف أحلى طير في سماء
توقفت فجأة ! التفتت لي :
"هل قلت شيئا ؟ "
قلت بارتباك: لا ربما تخيلتي ! قلت في نفسي (نعم ... قلت أريد أن نعيش معا الى الأبد ) ...
هل يؤثر الكلام الذي لا يسمعه أحد على الشخص الذي نقصده ؟
هل كلماتنا الصامتة ضائعة في ليل الكتمان ؟
أم أن تلك الكلمات في داخلها نبض و حياة ؟
تسافر الى من ننشدهم ؟
ترفرف حولهم كما الفراشات
تنير لهم جسرا
على الضفة الأخرى منه نكون موجودين ننتظر
فهل يا ترى تستطيع أن توحي لهم تلك الكلمات ؟
فيشعرون بأنهم موجودون بتفكيرنا ؟
أو على الأقل أن هناك شيئا لا يظهر
جدول صغير من الحب
و كلمات تتشعب كأغصان الأشجار تستمد أرواحها من ذاك الجدول
كلمات كأغصان تحركها نبضات القلوب كما الرياح
كلمات رغم جمالها مهجورة
كلمات حتى نحن لم نكتشف أنها موجودة فينا ...حتى عرفناهم !
قررت أن أستمع للصوت الثائر الذي كان يدفعني نحو قمم الجبال حيث الجمال
قررت أن أغمض عيني و أن أصعد ...
ماذا يوجد في القمة ؟
كنت أتخيل أنني سأتزوج زواجا بالأبيض و الأسود على طريقة (السابقين)
كنت أتخيل أنني سأحبها فتغدو أجمل فتاة في عيني لكنني لم أتوقع أن أتزوج أجمل فتاة في العالم
هكذا أخبرتها عندما قبلت بي
مرت سنة و اثنتين و ثلاث
يالغرابة الدنيا
فزواجي بدأ يفقد ألوانه
بدأ يتحول الى الأبيض و الأسود
كثيرة كانت طلباتها
خلافات على أتفه الأسباب
نظرات جارحة
أيام كمطر أسود
تغيرت كثيرا عن ذي قبل
لم أستطع أن أكمل ... العالم كان على حق

ماذا يوجد في القمة ؟
عندما كنت طفلا صغيرا كنت أطيل النظر الى القمر
كنت لا أستطيع مقاومة التأمل فيه و في جماله
كانت أمنيتي أن أسافر اليه و أعيش وسط جماله أن أمشي على صخوره الحريرية المضيئة
في ليلة حلمت أنني حططت على سطح القمر
لكنني تفاجأت أن القمر خاو و ان صورة القمر الجميلة من بعيد تغيرت عندما أصبحت قريبا
الصخور الحريرية المضيئة عندما لمستها كانت قاسية
الصخور بدت منطفئة فذاك كان نور (الشمس) و هي كانت تعكسها ليس أكثر
الآن عرفت تفسير الحلم
الأن عرفت جواب السؤال
ليست كل القمم جنان بعض القمم صحاري خاوية .... بعض القمم كنا نراها بالمقلوب !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 12:22 م 12 التعليقات
الاثنين، 3 مايو 2010
بالأمس راودني حلم
دخلت بيتا مظلما جدرانه سوداء
وجدتك هناك تجلسين وحدك تنتظرين
سقطت دمعة من عيونك الجميلة
سقطت دمعة من عيني
كل تلك السنين كل ذاك الصبر كل ذلك الألم لا تحكيه الا الدموع
وقفت بالقرب مني ، عينك في عيني ، جامدين نقف أمام بعض كتماثيل تبكي و تبتسم و العالم يدور من حولنا غير آبهين به
قبل لحظات كنتُ لا شيء و بعد أن رأيتك أحسست أني محور هذا الكون
أحسست أن الكون ينظر الينا فرحا بلقائنا
كأن الطيور صارت تغني من أجلنا
أحسست أن الورد يتفتح لينظر الينا
رؤيتك كانت هكذا كالربيع في حياة الورد
بلا أن نتكلم فهمنا كل شيء بلا أن نحكي لبعض عرفنا قصة بعض
التفتُ الى الوراء عند باب البيت المظلم أناس يلبسون الأسود يملؤون المكان
جامدون بلا حراك ينظرون الينا بريبة بنظرات غريبة ، ينتظروننا ربما !
تملكني الخوف تساءلت في نفسي كيف سنعبر أنا و أنت كيف سنخرج من هنا ؟ حتى أمسكت يدي ...
عندها أحسست أنني أقوى رجل بالعالم ...
بالأمس راودني حلم
رأيت الحب يشيخ كما يشيخ البشر
رأيت الحب يدفن داخل ساعة رملية كلما مر الوقت كلما تلاشى في أعماق الرمال
الحب يموت كما مات مئات المرات أمامي في قلوب عشاق لم يبق لهم منه غير ذكرى
الحب يموت كما الورد
استيقظت من نومي حزينا
لأن حبي ربما يموت مع مرور الزمن
بالأمس راودني حلم
كنت أنظر في المرآة
و أقارن بين شكلي الآن بتلك التجاعيد و الشعر الأبيض و ظهري الذي بدأ ينحني و بين صورة لي معلقة في زاوية المرآة التقطت قبل ثلاثين سنة !
تبسمت غير عابيء و أدرت ظهري للشاب في الصورة !
بالأمس راودني حلم
رأيت فيه ذلك الرجل ذو التجاعيد و الشعر الأبيض و الظهر المقوس يرقص مع امرأة عجوز على أنغام موسيقى هادئة قديمة !
منظر العجائز و هم يرقصون كان مضحكا لأحفادهم
لكن نظراتهم لبعض و هم يرقصون كانت تقول أن ربيع حبهم لا يزال مفعما بالحياة
كانت تقول أن حبهم لا يزال يتحدى السنين و لا يزال كما بدأ قويا و صار أقوى بعد أن عبروا كل عقبات الحياة
لأن الروح لا تشيخ و ان شاخ الجسد
لأن الحب لا يموت ....
بالأمس راودني حلم
رأيتك ترحلين الى العالم الآخر
رأيت الرجل العجوز بعد رحيلك شاحب الوجه مصفرا كورقة شجر سقطت على الأرض في بداية الخريف
فما هي الحياة من دون النظر الى عينيك ؟
بالأمس راودني حلم
كنت أنا الرجل العجوز على فراش الموت أتجرع ألم الموت أشعر بمرارة الموت
كل شيء بدأ يصطبخ بالأسود
نفق مظلم ليس له نهاية ، كنت ضعيفا لا أستطيع الحراك
كنت جائعا عطشانا
بصعوبة حاولت الوقوف لكنني سرعان ما سقطت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 1:52 ص 5 التعليقات
الاثنين، 8 مارس 2010
هل تموت الريشة ؟
و اما سقوط مقدر ينهي قصة حياة ...
الدنيا دوامة تدور باستمرار
كدوران عجلات هذا الكرسي المتحرك الذي جلس عليه
خرج من المستشفى بقايا مهشمة من انسان
انسان بالكاد يستطيع تحريك قدميه المشلولتين ، بالكاد يستطيع النطق ، بالكاد يحرك يديه ،لكنه يستطيع أن يبكي !
كان ان أراد الرسم لا يفكر ماذا سيرسم ، بل يترك الدفة لروحه كي تقود الريشة الى مكان بعيد عن هذا العالم
ماذا يعني أن يفقد رسام موهوب ريشته ؟
ريشة الفنان هي الصوت الصارخ على الألم المكبوت ، ان هو عجز عن الكلام تكلمت هي
و هي ابتسامة الأمل الوحيدة في وجه اليأس
و بنفس الوقت هي صوته الحزين القابع في مكان ما وراء ابتسامته
الشلل يعني أنه لن يرسم بعد الآن ... يعني أنه هزم على مرأى من العالم أجمع
وصل الى غرفته ، امتلأت بلوحات مبعثرة كانت تجسدا لذكرياته
لوحات على الحائط و اخرى على الأرض
عالمه الذي لجأ اليه هاربا من هذا العالم
كل لوحة تروي قصة لا يعرفها الا هو
شيء واحد ميز لوحاته
كلها كانت تبتسم ، كل الوجوه في اللوحات
فالبسمة هي العقيدة التي اعتنقها في هذا العالم
"البسمة سر من أسرار الله التي أودعها في هذا الانسان " هكذا كان يردد دائما
و هكذا قاوم صعوبات الحياة و تغطى كل العقبات، ببساطة بالبسمة
اغلقوا الباب عليه حسب رغبته
حرك العجلتين بصعوبة
لوحة ملقية على الأرض لطفل على مرجوحة
الطفل ينظر في عين من يشاهد الرسمة ، يبتسم و تظهر أسنانه البيضاء الصغيرة
نظر الى عين الطفل الذي رسمه ، نظر الى جميع الرسمات حوله
غريب المشهد فعيون الطفل و عيون الشخصيات في رسماته كأنها صارت تنظر اليه بحزن رغم أنها تبتسم
تلاقت عينه بالريشة
كانت كوردة ذابلة عطشانة لانامله لترتشف من روحه الجمال و الروعة
نظر اليها مدة طويلة
في داخله لا يعرف ماذا يفعل
هل يحاول أن يمسك الريشة ؟ هل يحاول أن يرسم من جديد ؟
خوف من أن يكتشف أنه قد خسر كل شيء
صوت خافت لحركة عجلات الكرسي المتحرك و هي تدور
سقطت دمعة
ذكريات عن أول رسمة في المدرسة عندما كان طفلا صغيرا
سقطت دمعة
أول معرض لرسماته ... أول شعور بالنصر ، أول مرة يحس أنه حقق شيئا
سقطت دمعة
هل سيستطيع أن يرسم بعد الآن ؟
سقطت دمعة
بلت وجه الطفل الباسم في الرسمة الملقية على الارض
ساحت الألوان و تشوه وجه الطفل
انمحت البسمة
انها نهاية حربه مع هذا العالم ... انمحت البسمة ... لقد انهزم ...
العبوس تسلل حتى الى لوحاته
مد يده نحو الريشة و صوت بداخله كجبل : لا يوجد شيء في الوجود سيمنعني من الرسم !
مد يده نحوها و كأنها في تلك اللحظة أخرجت جناحين مخفيان مستعدة للطيران بين يديه في سماء لوحة بيضاء
سقطت الريشة على الأرض
سقط هو بالقرب منها منهارا
فقد الوعي ....
عندما استيقظ استغرب أنه لا يزال على قيد الحياة
و كيف لروحه الرغبة في البقاء في هذا الجسد المشلول
فتح عينه على مشهد غريب
كان ولده الصغير ممسكا بالريشة يعدل بسمة الطفل التي شوهتها دموعه !
انه يرسم بالفطرة
كان كما لو أنه هو الذي يمسك بالريشة !
عرف أن الجمال الذي رسمته يداه لن يتوقف عنده و انه ماض بل و بروعة الى الأمام
نظر الى الريشة و قد نسته منشغلة بين يدي ولده الموهوب
التفت الفنان الصغير نحو أبيه ، رآه يبكي و بنفس الوقت يبتسم بصعوبة، دنى منه
بيده الملطخة بالألوان مسح الدموع عن خده برقة
من بين دموعه صاح الأب : انها حية انها حية !
هكذا حاول أن يقول بلسانه الثقيل
لم يفهم ابنه
بكى الأب و ابتسم !
لم تمت الريشة لم تمت الريشة !
و انما ولدت من جديد !
مرسلة بواسطة a7mad Nabeel في 2:40 ص 11 التعليقات