الأربعاء، 4 أبريل 2012

تعلمت في الخفارة (5)




كم نحن ضعاف بلا حيلة ، كم نحن متخلفون و كم هو ضئيل هو ذاك العلم الذي ندعيه، هكذا بت أرى الطب !

الطب يبدو كصرح ضئيل شديد الضآلة عندما يقف وجها لوجه أمام الموت  المحتوم ...

بعد أن رأيت الموت يأخذهم مني، بعد أن رأيته كأصعب مرض أواجهه، صرت أشك في معنى ابتسامتي امام أي مريض و امام أهل ذاك المريض، فكيف لي أن ابتسم و انا لا أدري ان كان هذا المريض سيتعافى أم انه سيفارق الحياة ؟

و كيف لي ان أعطي الأمل و انا لا أعرف نهايات الأمور ؟

و على أي أساس أبني ذاك الأمل في القلوب و قد رأيت مرضى أصحاء يختارهم الموت على غفلة ؟

بت أعرف - نوعا ما – لحظات اقترابه منهم، دائما نجد أنفسنا قد وصلنا مرحلة اللاعودة، دائما نجد أنفسنا و قد سبقنا و لا نستطيع فعل شيء، الأطراف تبرد ببطء، الوجوه تبدو شاحبة مختلفة عما كانت عليه فيما سبق، يخفت صوت القلب، النبض يضعف، انه المرض الوحيد الذي لم ادرس عنه، انه التشخيص الوحيد الذي لم يعلمونا أعراضه أو كيف نتوقعه، أو كيف نعالجه، انه راحة للمؤمن و عذاب للكافر ...


_______________________________________________

" فاذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة و لا يستقدمون"  (النحل: 61)


"تحفة المؤمن الموت" (النبي محمد ص)


"شوقوا أنفسكم الى نعيم الجنة، تحبوا الموت و تمقتوا الحياة" (الامام علي ع)


لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التي هو قبل الموت بانيها
(الامام علي ع)