السبت، 17 سبتمبر 2011

الغزالة




بالأمس تراءت لي غزالة
في خدها الدمع كالجمرات
تركتني في حيرة متسائلا
ما يبكي العيون الساحرات
انحنت و أنت بحرقة و رحلت
و صمتها كان أبلغ الكلمات
اختفت عن ناظري فتبعتها
اتبع دموعا سوداء متساقطات
و أسمع طوال الدرب صوتا رقيقا
يعزف كناي أحزانه نغمات
توقف غناء أحزانها التي
حولت جنان عدن فلوات
فوجدتها على نهر تلفظ أنفاسها
ينعاها القمر و الأشجار باكيات
الجسد منها صار نورا
تخرج منه أسراب طيور بيضاء و فراشات
و روحها الطاهرة هاجرت
إلى ربها الكريم ذو الرحمات
لم يبق غير قلبها الحزين و دمعها
أبوا أن يدخلوا الجنات
لمحت شيئا مغروسا في قلبها
خنجرا مربوطا برسالات
رسالة من الحبيب و وردة
و حب يملأ العبارات
و رسالة أخرى غير واضحة
قد بل الدمع فيها الكلمات
لم تبق منها إلا جملة
سأشكوك لرب السماوات


__________


" الهم نصف الهرم"

الامام علي بن أبي طالب عليه السلام

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

مئة عام من العزلة تعادل مئة عام من المتعة !


في رائعة الكاتب الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز "مئة عام من العزلة" عبقرية في خلق الاحداث و روعة في ترتيب سردها ، البساطة في اسلوب الكتابة تجعلك تنس نفسك امام اسطر الرواية لساعات و ساعات ، لقد نجح الكاتب ببراعة ان يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله منذ ان كانت بدايتها الاولى على يد خوسيه اركاديو بوينديا و عدد قليل من اصدقائه ، تلك القرية التي اخفى ليلها قصص حب بعضها نجح و بعضها كان مكتوب له ان يفشل ، مرورا بنمو القرية حتى اصبحت اشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب و الويلات و الحكومات ، الرواية واقعية تتذوق فيها حلاوة الحياة و مرارتها و رغم واقعيتها فهي لم تخلو من بعض الخيال الذي كان كالسكر الخفيف الذي يحلي الرواية ، ان اجمل ما في الرواية هي الشخصيات التي تجعلك تتعلق ببعضها و تكره بعضها ، فتشعر و انت تتقدم باحداث الرواية و كأنك انت من المؤسسين الاوائل للقرية !

من اجمل الافكار التي اراد الكاتب ايصالها للقاريء ان الزمن لا يسير في خط مستقيم بل في دائرة ، فكلما تلاشت الاحداث من ذاكرتنا اعادها الكون لكن في شخصيات و ازمنة مختلفة"

بعد قراءة هذه الملحمة التي تفوق الوصف و الخيال تتساءل في نفسك من اين اتى هذا العبقري الحائز على جائزة نوبل بهذا الخيال الجامح !

النقاط السلبية برأيي :

هناك سمتان تميزت بها الرواية ، احداها هي سمة العزلة التي اتخذها الكاتب عنوانا لروايته و الثانية - و هي محل انتقادي- هي حتمية الاحداث ، فباعتقادي ان الانسان في هذه الدنيا ليس مسيرا بالمطلق و لا مخيرا بالمطلق بل بين الاثنين.


النقطة الثانية التي اقف ضدها هي تصويره اشباع الغرائز بلا كبح على انه امر مقبول من المجتمع و لا يؤثر على حياة الانسان و نجاحه"

مقتطفات اعجبتني من الرواية :


"اذا لم تخش الله ، فتأمل المعادن و سوف تخشاه"

"كان موقنا بعودتها في دخيلة نفسه، لانه كان و هو يعالج المادة يدعو الله في اعماقه الا تكون الاعجوبة المنتظرة اكتشاف حجر الفلاسفة و لا تحرير الروح في المعدن و لا امكان تحويل ما في البيت من مفاصل و اقفال و سواها الى ذهب بل ان يتحقق هذا الذي حدث و حسب: عودة اورسولا"

كانت تخاطب زوجها و امطار حزيران (يونيو) تكاد تهدم مأواه : انظر الى ماذا آلت حالنا ، فقد تفرق اولادنا في كل الدنيا ، انظر الى بيتنا الخالي من الناس ، فها نحن وحيدان من جديد ، كما كنا في ايامنا الاولى"

"تحطمت السفينة التي كان فيها ، و غرقت و ظل هائما على وجهه في بحر اليابان طوال اسبوعين ، بعيدا عن اليابسة ، كان يأكل من جثة رفيق له قتلته ضربة شمس و كان لحم الجثة ، الذي اشبع بملح البحر و انضجته حرارة الشمس الشديدة ، يبدو عجيبا و لكنه طيب المذاق حلو ، بكت اورسولا (والدته) و قالت و هي تنتحب و تتنهد : كل هذا و البيت الكبير هنا ينتظرك يا بني ، كل هذا و نحن نلقي بفضلة زادنا للخنازير!"

" لقد كانت تلك المرأة التي لطالما تجاهلها و عاملها كطفلة اكتشافا جديدا بالنسبة له و على الرغم من ان مزاجها كانت تنقصه الرشاقة، و جمالها تنقصه الجاذبية القوية ، فقد كانت تتمتع بحساسية نادرة في تقدير الامور و تفهم اشياء الحياة و كانت اضافة الى ذلك ذات رقة خفية"

"و هكذا ظلوا يعيشون في حياة الحقيقة الهاربة ، يحاولون الامساك بها الى اجل فياسرونها بالكلمات ، و لكنها ما تلبث ان تفلت منهم فارة بلا عودة عندما ينسون معاني الكلمات و قيمة الكتابة"

" حيّاه بمودة و عاطفة و حرارة ، خاشيا ان يكون قد عرفه في زمان مضى و لكنه لا يستطيع تذكره الآن و لكن الزائر شعر بانه قد بات منسيا و ما كان ذلك من نسيان القلب الذي يمكن اصلاحه ، و انما هو نسيان من نوع آخر ادهى و اقسى ، لانه لا شفاء منه، و هو يعرف جيدا انه نسيان الموت ! "

"كانت ترسم المناظر بالالوان المائية قرب البحيرة ، رفعت فرشاتها التي تلون بها اشارة امل لا اشارة وداع لانها لم تكن تدري انها كانت ترقب قطارا عابرا لن يعود"


" ذلك الماضي الذي يتلاشى شيئا فشيئا فيغدو اطلالا تتآكل من داخلها فهي تنتهي او تكاد في كل لحظة و لكنها لا تقوى على الزوال "

الماضي لم يكن سوى كذبة و ان لا عودة للذاكرة و ان كل ربيع يمضي لا يمكن ان يستعاد و ان اعنف الحب و اطوله و ابقاه لم يكن في النهاية سوى حقيقة عابرة"


"و لكن عرب الجيل الثالث كانوا يجلسون في المكان نفسه في الموضع جلس فيه اباؤهم و اجدادهمم صامتين لا يهزهم الخطر و لا ينال منهم الزمن و لا تضعضعهم الكارثة ، فهم لا يتغيرون في حالي الحياة و الموت"

"صفاء الذهن الذي ميز شيخوختها الطويلة مكنها من الاستنتاج ان بكاء الطفل في رحم امه ليس دليلا او مؤشرا على انه سوف يكون متنبئا بل دليل لا يقبل الخطأ على انه سوف يكون شخصا غير قادر على الحب ! "


"اما آخر اخبار المقاتلين المخضرمين فكانت عبارة عن صور لهم في الجريدة و هم يرفعون رؤويهم الذليلة الى جانب رئيس جمهورية غير معروف"

" و ارعد صوت المحارب القديم الذي عادت اليه قوته و عاد اليه احتقاره لذاته فصب جام غضبه و حقده و صاح بهم قائلا: لسوف اسلح اولادي يوما لكي نخلص من هؤلاء الامريكيين القذرين"


" اعلن على الملأ ان السينما ليست سوى آلة اوهام فقرروا الا تطأ اقدامهم ارض السينما بعد ذلك فقد كان لديهم من الاحزان ما يكفيهم و ليس بهم حاجة ليبكوا آلام الآخرين الوهمية"


" لم يستطع ان يدرك الا بعد لأي أن سر الشيخوخة السعيدة ليس الا في عقد اتفاق شريف مع الوحدة"

" كان لكآبتها صوت مرجل يغلي يتبينه المرء واضحا عند مغيب الشمس"

" انهم جميعا سواء ، تربيتهم سهلة في البداية فهم مطيعون و جادون و لا يبدو على الواحد منهمم انه قادر على على قتل ذبابة و لكن ما ان تظهر في ذقونهم اولى الشعرات حتى يلقوا بانففسهم الى التهلكة ! "
" لقد نظم العقيد الكولونيل اثنتين و ثلاثين انتفاضة مسلحة كان بطلها جميعا و قد خسرها جمييعا ، و قد انجب سبعة عشر ولدا ذكرا من سبع عشر امرأة و قد اعدموا جميعا و قد نجا العقيد من اربع عشرة محاولة اغتيال و من ثلاثة و سبعين كمينا و من فصيل اعدام واحد و لم تقتله كمية كبيرة من السم وضعت في قهوته كانت تكفي لقتل حصان ! "

الخميس، 1 سبتمبر 2011

ليالي جنوبية



اعتدت ان ازور لبنان كل صيف منذ طفولتي و قد انقطعت عن تلك العادة آخر سنتين فكانت زيارتي هذه السنة كالمشي في شارع مرصوف بذكريات الطفولة و مليء بالمحطات التي تفاجأت انها ما زالت موجودة في نفسي ...
و هذه مجموعة من الصور التقطت هناك ممزوجة مع خواطر مستوحاة من مشاهد و احداث رأتها العين فاذكت نيران الكتابة
لبنان ٢٥-٨-٢٠١١




الليلة الاولى














-رأيت طفلا له نظرات رجل طاعن في السن يعمل في مطعم ، حركاته كانت سابقة لعمره ، رأيت اطفالا يسبقون اعمارهم و يتصرفون كالكبار لكنني لم ارى كهذا الطفل الذي لم يبقَ دليل على طفولته الا قصر طوله و ربما شهادة ميلاده
في لبنان رأيت الطفولة جثثا قد قتلت في المحلات و الاسواق
و عندما خرجت من المطعم كأن الزمن تسارع فرأيت ذاك الطفل و قد كبُر متجسدا لي في هذا الشيخ الكبير الذي يعمل على عربةٍ للبطيخ
تساءلت بنفسي هؤلاء الناس يبذلون حياتهم و يضيعون اجمل ايام حياتهم بل كل حياتهم في العمل و نحن هنا لا نقدر قيمة العمل و لا نحترم هذه النعمة


-يروي لي احدهم عن حرب تموز ٢٠٠٦ عندما اضطر ان يسافر اثناء الحرب هو و زوجته و ابناؤه و قد كان يملك محلا للتحف و عندما انتهت الحرب و عاد و رأى حجم الدمار راوده الشك في ان كل شيء سيعود كما كان ، و فقد الامل في وطنه و بدأ يفكر بالهجرة ، الا أنه في خضون اسبوع بدأ محل التحف يحيا من جديد و عادت الحياة من جديد خلال اسبوع !

تعليق على الصور بالأعلى: الصور التقت في الطريق من مطار بيروت الدولي الى جنوب لبنان


_______________________
_______________________



الليلة الثانية








-في زمن من الازمان كان البشر يعتقدون ان الارض تدور حولها كل الكواكب و انها محور الكون
و اليوم هناك من يحسب نفسه محور الكون و ان الناس تدور حوله !


-سألت شيخا كبيرا، مالذي تغير بالناس ؟
فقال: قلّت القناعة و ازداد الطمع


-قال لي هذا الشيخ انه كم يتمنى ان يعيش في قرية بعيدة نائية عن جميع الناس بعيدة عن الغيبة و النميمة و الحسد و كلام الناس
قلت له فكيف يختبر الله عز و جل هذا الانسان ان هو ابتعد عن الناس؟
قال لي ثمانين سنة من الاختبارات الا تكفي ؟!



-في الليل مررت بشارع موحش بجانبيه مقبرة كان الليل شديد الظلمة و الشارع خفيف الانارة تساءلت النفس هل القبر يبدو موحشا من الداخل كهذا الشارع ؟ و يا ترى كيف حال من يرقدون في تلك المقابر ؟
_____________________________
______________________________




الليلة الثالثة:








-لطالما تساءلت ماذا يوجد في الغيوم و تخيلت و انا طفل انني ان استطعت ان اقترب من الغيوم ساستطيع ان اغترف منها غرفة و انها ستكون كالقطن ناعمة الملمس و شديدة البرودة !
و اليوم وصلت للغيوم و لم استطع ان اغترف غرفة و لم تكن كالقطن لكنها كانت شديدة البرودة !
غريب هو الواقع يختلف كليا عن الأحلام لكن الواقع أيضا فيه الجميل

تعليق على الصور بالأعلى: الضباب الظاهر بالصور هو غيوم حقيقية!
المكان كان مرتفعا و كنا وسط الغيوم نشعر برذاذ الماء
الاحساس كان لا يوصف
_________________________________
_________________________________


الليلة الرابعة:









-ناس معيدين و ناس
صايمين !


-تساؤل بريء من امرأة ، لمَ تصبح كل النساء جميلات بعد الطلاق ؟!




لا افهم فلسفة شرب القهوة العربية المُرة ،انختار بارادتنا ان نتجرع كأس المرارة ؟!

________________________________
________________________________


الليلة الخامسة:





هل صحيح أنه إن طاف القطار لا يعود ؟
أليس كل شيء قسمة و نصيب ؟
فهل من المعقول ان هناك منا من ليس له نصيب ؟


اتحبني قالت له ،فكان جوابه صمت
قالت له لمَ لا تجيب ؟
قال بثقة : الرجل يجيب على الاسئلة المجهولة الجواب فقط !
و أنت تعرفين أنني أحبك و لا احتاج أن أقولها
قالت و لكن الحب كالورد يجب ان يُروى بالكلمات
قال الحب شيء معنوي اما الكلمات فهي لوصف الماديات
قالت اذن و من اين يأكل الشعراء و هم اهل الكلمات ؟!

____________________
____________________



صور متفرقة











الصور التالية التقطت على الحدود مع ما يسمى اسرائيل

لم أتوقع أن فلسطين جميلة لهذه الدرجة






و تبقى ملحوظة:
اللي يبي يستخدم الصور


الصورة= 5 د.ك
!